أوضح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بخصوص التحليلات والتعليقات التي انتشرت مؤخرا عن العلاقات السعودية الأمريكية ، وذهبت إلى حد وصفها بالتدهور ، قائلا "إنه غاب عن هذه التحليلات أن العلاقة التاريخية بين البلدين كانت دائما تقوم على الاستقلالية، والاحترام المتبادل، وإن العلاقة الحقيقية بين الأصدقاء لا تقوم على المجاملة، بل ترتكز على الصراحة والمكاشفة بين الطرفين ، ما يعني وجود نقاط التقاء ، ونقاط اختلاف ، وهو أمر طبيعي". وأشار الفيصل في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالرياض مساء اليوم الاثنين مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى أن المملكة متفقة مع الولاياتالمتحدة على أنه لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية، لافتاً إلى أن البلدين ماضيان في العمل لحل قضايا المنطقة بعيداً عن العاطفة. وأكد الفيصل أن اعتذار المملكة عن عضوية مجلس الأمن يعود إلى قصور المنظمة الدولية عن التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، وهو لا يعني انسحابها من الأممالمتحدة، واصفاً المجتمع الدولي ب"العاجز عن وقف العنف في سوريا"، منوهاً إلى أن هناك حوارا بين المعارضة في سوريا لحضور جنيف2 والقرار يعود لهم. وأضاف أن وجود قوات إيرانية في سوريا يتناقض مع حديثها عن حسن الجوار، معتبرا سوريا دولة محتلة من جانب إيران. من جهته أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري إعجابه بحكمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واصفاً محادثاته مع السعوديين بالبناءة. وأوضح كيري أن الولاياتالمتحدة لن تقف جانباً مع استمرار الأسد في استخدام السلاح ضد شعبه، مشدداً على موقف واشنطن الواضح لدعم الائتلاف السوري والمرحلة الانتقالية في جنيف 2، وأن "أوباما قال إنه سيستخدم ما بوسعه من قوة لحلّ مشاكل المنطقة". وقال كيري إن واشنطن تقدر قيادة السعودية لدعمها الائتلاف السوري المعارض، مؤكداً أن السعودية شريك أساسي ومستقل للولايات المتحدة. ورحّب كيري ببيان الجامعة العربية الداعم لجنيف 2، مشيراً إلى أن بلاده تتشاور مع السعودية وشركائها الآخرين للإعداد للمؤتمر، لافتاً إلى أن المملكة شريك أساسي ومستقل للولايات المتحدة. وحول العلاقات الأميركية الإيرانية قال كيري إن أوباما لا يستبعد أي خيارات للتعامل مع إيران، مؤكداً أن واشنطن تنتظر من إيران أفعالاً وليس كلاماً، وأنه لو بقي الاثنان بلا اتفاق فسيكون أفضل من أي اتفاق سيئ، مضيفا أن أمريكا لن تدع إيران تحصل على أسلحة نووية.