انتظر مواطن 12 ساعة في مطار الملك خالد الدولي في الرياض رحلة تعيده إلى جدة، وبعد مشقة انتظار رحلة وتأخير أخرى قضى المواطن داخل الطائرة وسط محاولات إنقاذه من قبل طبيب مسافر. ووفقا لشهود عيان كانوا مع المسافر ينتظرون رحلة أكدوا أنه بقي في صالة الانتظار من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء، قضاها بين بحث عن رحلة وتأكيد حجزه وبعد حصوله على بطاقة صعود الطائرة تأجلت الرحلة. وأكد الدكتور بدر الشيباني أنه تحرك ومعه طبيبة متخصصة في الجراحة وممرض كانوا جميعا على نفس الرحلة، بعد طلب طاقم الطائرة، موضحا أنه بعد الكشف على المريض وإجراء الإسعافات الأولية له في محاولة منهم لإنقاذ حياته، تبين لهم افتقاره للنبض ما يعني وفاته، وهو ما أكده الفريق الطبي الذي أوفدته الجهات المختصة في المطار لإسعاف الحالة، حيث تبين أن المسافر توفي جراء أزمة قلبية داهمته قبيل إقلاع الرحلة. وبين الشيباني أن الفريق المتطوع ظل ينتظر فترة طويلة حتى وصول الطاقم الطبي لمطار الملك خالد. إزاء ذلك أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في الخطوط السعودية عبد الله الأجهر أنهم لا يستطيعون منع أحد من السفر أو الطلب منه إحضار تقرير طبي يثبت صحة حالته قبل السفر، في إشارة منه إلى أن المريض كان مسافرا على مسؤوليته دون الإبلاغ عن مرضه. وأشار الأجهر إلى أن «الخطوط السعودية تتبع أفضل سبل السلامة في رحلاتها، إذ لا يمكن قبول سفر أي شخص يثبت مرضه إلا وفق معايير محددة، كوجود خطاب يثبت أهليته للسفر ووجود مرافق معه، أو تحديد متطلبات تتكفل الخطوط بتوفيرها على متن الطائرة لسلامة المسافر». وبالعودة إلى الدكتور بدر ورفاقه، فإن قصتهم لم تنته بإغلاق باب الطائرة ووفاة المسافر، حيث أعلن طاقم الطائرة حاجته مرة أخرى للأطباء، لوجود حالة طارئة، وبعد مباشرتهم لها تبين أن الحالة عائدة لمواطنة أربعينية كانت تعاني من القولون العصبي، حيث أجريت لها الإسعافات الأولية، وطلب منها مغادرة الطائرة ومراجعة المستشفى للاطمئنان على حالتها. وزاد الشيباني «فوجئنا بعد نزول المرأة بطلبنا للمرة الثالثة على التوالي، ولكن هذه المرة الحالة لم تكن مرضية، وإنما هستيرية، حيث أصر مواطن على النزول إلى أرض المطار وزوجته، رافضا مواصلة رحلته، فيما اكتفينا بمشاهدة المنظر هذه المرة عن بعد دون تدخل».