أقدمت عصابة برازيلية على حرق طبيبة أسنان، تعالج المعوزين بمقابل رمزي، بعدما اكتشف أفراد العصابة أن الدكتورة لا تملك في رصيدها المصرفي سوى 15 دولارًا، علمًا أن ساوباولو مسرح هذه الجريمة تعتبر أخطر المدن من حيث القتل بدافع السرقة. حتى البرازيل، المعتبرة إحدى أخطر بقاع العالم من حيث الجريمة العنيفة، رُوّعت بجريمة أحرقت فيها عصابة من المراهقين طبيبة أسنان تعمل شبه مجانًا للفقراء. وكان ذنبها الوحيد أنها نفسها فقيرة، ولا تملك سوى 15 دولارًا. وأقدمت عصابة من المراهقين البرازيليين على إحراق امرأة حتى الموت في عقاب لها يستعصي على الفهم. فقد سرقوا بطاقتها المصرفية، واستخدموها لسحب أموالها. لكن أملهم خاب، عندما اكتشفوا أن حسابها يقلّ عن 15 دولارًا، فعاقبوها لهذا السبب على ذلك النحو المروّع. ووفقًا لصحيفة «تايمز» البريطانية، نقلًا عن نظيراتها البرازيلية، فقد اقتحم أفراد العصابة عيادة المرأة، وهي طبيبة أسنان، تُدعى سينثيا مغالي دي سوزا، بعيد ظهيرة الخميس الماضي، عندما كانت تعالج أحد زبائنها، وطالبوها بكل أموالها. فقالت إنها لا تحمل أي نقود، لكنها أعطتهم بطاقتها المصرفية مع رقمها السرّي. فقرها قتلها وبينما بقي بعضهم معها، واحتجزوها مع مريضها كرهينتين، ذهب بعضهم الآخر إلى ماكينة صرف آلي في محطة بنزين قريبة لسحب أموالها. لكنهم صدموا عندما وجدوا أن حسابها المصرفي لا يتجاوز 15 دولارًا. فعادوا إليها، وكمّموا المريض، الذي كانت تعالجه، ووضعوا قلنسوة حول وجهه، ثم صبّوا الكحول على دي سوزا، وأشعلوا فيها النار، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، وفقًا للشرطة. وقال المريض إنه سمعها وهي تتوسل إليهم باكية ألا يقدموا على فعلتهم، خاصة وأنها أعطتهم كل ما تملك من مال في الدنيا. وقالت الشرطة إنها اعتقلت أحد الجناة، وهو مراهق في السابعة عشرة من عمره قرب منزله. وتم ذلك بعد التعرف إليه بفضل كاميرات المراقبة المنصوبة في محطة البنزين، حيث حاول سحب النقود مع زملائه. وقال ناطق باسمها إنه اعترف بذنبه في الجريمة. طبيبة البسطاء يذكر أن دي سوزا نفسها تعمل بأجر رمزي وسط الفقراء في ضاحية لسان باولو تسمى ساو بارناردو دوكامبو، وهو المكان الذي تسلق منه رئيس البلاد السابق إيناسيو دا سيلفا سلم السلطة، عندما كان زعيمًا نقابيًا لا أكثر. ولذا جاء مقتلها على ذلك النحو خبرًا مروّعًا للأمّة بكاملها، رغم اعتياد الناس على الجريمة العنيفة. وقال والد دي سوزا إنها تعرّضت لمحاولة اعتداء خطير عليها قبل ثلاث سنوات، وهي تغادر عيادتها. لكن الحارس الأمني تنبّه إلى المحاولة، وأنقذها منها. ولأنها تعمل في ساو باولو، المعتبرة إحدى أخطر المدن في العالم من حيث معدلات القتل بدافع السرقة، فقد كانت تستقبل في عيادتها الأهالي المحليين فقط – ومعظمهم يعانون الفقر المدقع – لأنها تعرفهم شخصيًا. ووفقًا لهؤلاء الأهالي، فقد كانت دي سوزا لا تأخذ أجرًا عن الاستشارات الطبية، وإنما تكتفي بالقدر الأقل الممكن من أولئك الذين تعالجهم. وهذا يفسّر أنها كانت فقيرة أيضًا، رغم كونها طبيبة أسنان مؤهّلة وذات خبرة طويلة. يذكر أن معدلات الجريمة في البرازيل انخفضت نسبيًا في السنوات العشر الأخيرة، بفضل الانتعاش الاقتصادي المبشِّر، الذي صارت تعيش فيه. لكن هذه مسألة نسبية، إذ كانت تُصنّف قبل ذلك في خانة «الوبائية». ولا تزال المدن البرازيلية – خاصة العاصمة – من بين الأخطر، التي يمكن أن يعيش فيها الإنسان على سطح الأرض.