أصدرت سلسلة متاجر "أسدا" البريطانية للمواد الاستهلاكية قرارًا بسحب منتج لحوم البقر من الأسواق، بعد أن وجدت آثار فينيل بيوتازون، وهو أحد الأدوية البيطرية القوية المحظورة ضمن السلسلة الغذائية، في منتج كان معروضًا للبيع في متاجر لندن. وقالت سلسلة أسدا مساء الاثنين إنه تم سحب منتج اللحم المفروم والمعلب من الاسواق في آذار (مارس) الماضي، بعدما تبين أنه يحتوي على لحم الخيل، كما أجريت المزيد من الاختبارات ليتبين أن المنتج يحتوي أيضًا على مخدر للخيول، يعرف باسم فينيل بيوتازون، إنما بنسبة قليلة للغاية. وحذر بيان أصدرته الشركة من استهلاك هذا المنتج، مشيرةً إلى أن تأثير مخدر الخيول على صحة الانسان منخفض لأنه غير موجود بجرعات كبير، لكنها طالبت المستهلكين بإعادة المنتج إلى المتجر. الدليل الأول يمثل هذا الاعلان تطورًا جديدًا في فضيحة منتجات لحوم البقر التي تحتوي على لحوم الخيل. فحتى يوم الاثنين الماضي، لم يكن هناك أي دليل على أن أي منتج يباع في بريطانيا يشكل مخاطر حقيقة على الصحة. لكن اختبارًا أجري على ثمانية خيول في بريطانيا معدة للذبح والاستهلاك أظهرت وجود فينيل بيوتازون في لحومها. لكن أكدت السلطات أن لحوم الخيل لا تستخدم في الغذاء في بريطانيا. وتستغرق اختبارات الكشف عن مخدر الخيول وقتًا أطول من فحوصات الحمض النووي، ولهذا السبب تقول أسدا إنها سحبت المنتج من الاسواق خلال الشهر الماضي، قبل وقت طويل من اكتشاف آثار فينيل بيوتازون. وقالت الشركة إنها سحبت أيضًا منتجًا آخر من اللحم المعلب، الذي اتضح احتواؤه على لحم الخيل. وأزيل عن رفوف المتاجر الكبيرة كاجراء احترازي، بالرغم من خلوه من أي آثار لفينيل بيوتازون. جرعة غير خطرة قالت سالي ديفيز، رئيسة الخدمات الطبية في بريطانيا، إن اللحوم التي تحتوي على فينيل بيوتازون، الذي يستخدم دواء للخيول، تسبب مخاطر منخفضة جدًا على صحة الإنسان. أضافت: "بيوتازون، والمعروف باسم بوت، دواء يستخدم لعلاج الخيول أو بعض المرضى الذين يعانون من التهاب حاد في المفاصل، والكمية التي وجدت في اللحوم صغيرة للغاية ولا تؤدي إلى إصابات خطيرة، ما يعني أن الشخص يجب أن يأكل 500 إلى 600 برغر من لحم الخيل ليقترب من نسبة الجرعة التي تؤذي الصحة". أما المرضى الذين يستخدمون هذا العقار لعلاج التهابات المفاصل، فأشارت ديفيز إلى أن استهلاك المخدر في اللحوم يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، لكن نادرة. إلا أن ماري كريغ، الناشطة البيئية في حزب العمل المعارض، فقالت إن هناك قلق عميق من اكتشاف فينيل بيوتازون في أحد منتجات لحم البقر. وأضافت: "هذا الكشف يدل على نقاط الضعف في تعامل الحكومة مع فضيحة لحوم الخيل، فبالرغم من انها سحبت المنتجات إلا أنها لم تختبر في بعض الحالات ما إذا كانت اللحوم تحتوي على هذا المخدر".