انطلقت أسعار البتر وكيماويات خلال 2009م في رحلة صعودية متواصلة، لتعوض بذلك جزءاً كبيراً من الخسائر التي تكبدتها جراء الأزمة العالمية، الأمر الذي يوفر للشركات السعودية قاعدة جديدة للنمو في الإيرادات والأرباح. وتشير أحدث الأسعار التي ننشرها اليوم إلى استمرار تسجيل غالبية البتروكيماويات لمستويات جديدة مع بداية 2010م، تفوق الأسعار التي سجلتها في 2009م مما سيحافظ على الوهج الذي تعيشه شركات البتر وكيماويات السعودية التي انطلقت أسهمها نحو الصعود لتسجل أسعارا جديدة هي الأعلى منذ 14 شهرا. وتعرض قطاع البتر وكيماويات في المملكة قبل عام، إلى صعوبات مثيرة، وسجلت شركاته خسائر سريعة مع انهيار الطلب العالمي على البتر وكيماويات بنهاية 2008م بسبب أزمة الائتمان العالمية، والركود الاقتصادي، وسجلت الشركات أدنى إيرادات، وهوامش ربحية في تاريخها منذ سنوات طويلة. ورغم التحسن في 2009، إلا أن شركات البتروكيماويات لم تستطع مسح الصورة السلبية التي تعرضت لها نتائجها، وحقق القطاع أرباحا صافية في التسعة أشهر الأولى من العام 2009 بلغت 5.4 مليار ريال، بنسبة انخفاض 79.8% مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2008م والبالغ 26.8 مليار ريال. وتعد الشركات البتروكيماوية السعودية، أحد أهم الشركات في سوق البتر وكيماويات العالمي، كما تعد المملكة حاليا من أكبر الدول المصدرة للمواد البتر وكيماوية، وتستحوذ على نحو 7% من المعروض العالمي للمنتجات البتروكيماوية الأساسية، وهي تمثل أيضا نحو 70% من إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي، وتشكل سابك أكثر من 8% من مبيعات أكبر 10 شركات في العالم. وتستفيد أسعار البتر وكيماويات من ارتفاع أسعار النفط، الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار النافتا والمشتقات الأخرى التي تستعمل كمادة لقيم للمنتجين المنافسين للشركات السعودية، والذين لا تتوفر لديهم مصادر الغاز الطبيعي، كما تستخدمها العديد من مصانع البتروكيماويات في شرق آسيا وأوروبا، والنافتا يبلغ سعره حاليا 730 دولاراً مقابل 290 دولارا للطن، أثناء هبوط أسعار المنتجات البتر وكيماوية قبل عام.