قال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي أمس الأربعاء، إن بلاده لم تكن تركز على مكافحة تنظيم القاعدة بالشكل الكافي، لأنها تواجه \"تمردا في شمال البلاد،\" وحركة انفصالية في الجنوب. وأضاف القربي من صنعاء في أول مقابلة له مع شبكة أمريكية \"خطؤنا كان في الاستهانة بوجود تنظيم القاعدة، بسبب انشغالنا بالصراع مع الحوثيين والانفصاليين في الجنوب.\" وأوضح المسؤول اليمني أن بلاده \"لا تقبل بتدخل أمريكي مباشر،\" على أراضيها، لأن اليمن قادر على التصدي لتنظيم القاعدة، رغم تقارير قالت إن الولاياتالمتحدة نفذت عمليات عسكرية ضد أهداف على الأراضي اليمنية العام الماضي. وقال القربي إن الولاياتالمتحدة تعلمت من تجاربها في أفغانستان والعراق، أن التدخل المباشر يمكن أن يفضي إلى هزيمة، لكنه أكد أن بلاده \"ترحب بالمساعدة من أمريكا ودول أخرى في الدعم الاستخباراتي والعتاد والعدة.\" ونفى الوزير اليمني أن تكون بلاده أصبحت أفغانستان آخر، في إشارة إلى فترة حكم طالبان حيث كانت مأوى للتنظيم، وقال \"هناك 200 إلى 300 مسلح من تنظيم القاعدة باليمن، ونشاطهم مصدر قلق لنا، وإذا لم نحصل على المساعدة فإن انتكاسات ستحدث،\" مثل محاولة تفجير الطائرة الأمريكية الفاشلة التي جرت قبل أسبوعين. وهذا الأسبوع، قال قائد جهاز الأمن القومي اليمني علي الأنسي، إن ما يتردد عن وجود القاعدة في البلاد \"مبالغ فيه\"، ويصب في استهداف اليمن، كما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، لافتا إلى أن \"اليمن ليس كما يروج له البعض ملاذاً آمناً للقاعدة، معتبراً أن مثل هذه التوصيفات \"نوع من المبالغة المبنية على مناكفات سياسية.\" وتزامنت التصريحات مع إعلان أجهزة الأمن الاثنين أنها قتلت عنصرين من القاعدة وجرحت آخرين يتحملون مسؤولية التهديد الذي تلقته السفارة الأمريكية بصنعاء، في حادث ربطته معلومات بخلافات قبلية على خلفية توقيف متشدد هو شقيق لنائب عن حزب الإصلاح. وقالت أجهزة الأمن إنها القتيلين كانا يرافقان القيادي محمد الحنق، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية، وذلك في اشتباكات وقعت بمديرية أرحب في محافظة العاصمة صنعاء. إلا أن الحنق قد تمكن من الفرار. وحول ما يدور عن دور القاعدة في اليمن، اعتبر الأنسي، في حديث للفضائية اليمنية، أن ما يحدث يذكّر باستهداف اليمن عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول، حيث كانت اليمن ضمن الدول المستهدفة (باكستان، أفغانستان) غير أن الرئيس علي عبد الله صالح \"بادر بزيارة واشنطن وأوروبا، ونقل اليمن من مركز الاستهداف إلى موضع الشراكة.\" وكشف الآنسي أن قوى الأمن اليمنية أفشلت 60 في المائة من إجمالي العمليات الإرهابية- البالغة 61 عملية نفذت في اليمن منذ 1992 وحتى 2009، وقال إن التنسيق الدولي في مكافحة الإرهاب مع الدول المتقدمة يجب أن ينتقل إلى المبادرة بالمعلومات وليس تبادلها فحسب. ووجه الأنسي انتقادات ضمنية إلى الولاياتالمتحدة والدول الغربية بعد حديث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما عن القاعدة في بلاده، من خلال القول بأن صنعاء لم تكن لتسمح بدخول النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، الذي حاول تفجير طائرة أمريكية، لولا وجود تأشيرة دخول أمريكية على جواز سفره.