أظهرت دراسة دولية نفذت في 122 دولة بان قلة الحركة والنشاطات البدنية تتسبب بالموت المبكر لنفس العدد من الناس في العالم الذين يقضون نحبهم من جراء ممارستهم التدخين. فقد قام 33 باحثا بمعالجة المعطيات الإحصائية التي وردت إليهم من 122 دولة في العالم حول الساعات التي يقضيها الناس في ممارسة الحركة والنشاطات البدنية فتبين لهم بان ثلث الناس البالغين لا يولون هذه النشاطات البدنية الساعات التي يوصى بها و هي 2,5 ساعة أسبوعيا الأمر الذي يتسبب بوفاة 5,3 مليون شخص أي نحو 10% من الوفيات التي تحدث بسبب الأمراض القلبية والسكري وسرطان الأمعاء أو سرطان الصدر. ورأى هؤلاء الخبراء أن حجم هذه المشكلة يعني حالة وباء ولذلك فان حلها سيحتاج إلى تناول جديد لها ولذلك أكدوا على ضرورة التشديد للرأي العام في العالم على مخاطر إتباع أسلوب الجلوس الحالي وقلة الحركة وإبراز فوائد وامتيازات ممارسة الحركة. وأكدت الدراسة بان كل إنسان بالغ عليه أن يمارس أسبوعيا 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل مثل القيام بممارسة المشي بشكل نشط أو ركوب الدراجة الهوائية أو القيام بالعمل في حديقة المنزل أو تنظيف المنزل . وأشارت الدراسة إلى أن هذه التوصية يمارسها بالشكل الأقل مواطنو الدول من ذوي الدخل المادي المرتفع مثل بريطانيا التي اعتبرت من أسوأ الدول في هذا المجال حيث لا يمارس الحركة فيها بالشكل المطلوب نحو ثلثي عدد السكان . ويعترف الباحثون بان إجراء مقارنة بين الدول في هذا المجال هو أمر غير دقيق وربما مخادع مثلما هو الأمر بشان تقييم المعطيات التي دونت في الاستمارات التي وزعت على الناس الذين شاركوا في الدراسة في 122 دولة غير أنهم أكدوا أن النتائج النهائية التي استنتجوها حول الأضرار التي تسببها قلة الحركة على الصحة لا يمكن التشكيك بها . وحسب الدكتورة آي مين لي من جامعة هارفارد فان العلماء خلال تقييمهم لتأثير قلة الحركة على الصحة كانوا موضوعين جدا ولم يندفعوا في استنتاجاتهم . ويقول بيدرو هالال الذي ساهم في وضع الدراسة بأنه أثناء الألعاب الاولمبية أو أثناء تنظيم بطولات العالم المختلفة في مختلف الرياضات ولاسيما كرة القدم يظهر حماسة كبيرة لمشاهدة هذه الألعاب باعتبارها محط أنظار العالم غير انه لوحظ للأسف أن ذك لا ينعكس بشكل ايجابي على الناس بالشكل الذي يجعلهم وبتأثير هذه اللعاب يعمدون إلى تغيير نمط حياتهم والقيام بالنشاطات البدنية وممارسة التمرينات الضرورية. ويحذر بعض العلماء من إجراء مقارنة بين نتائج قلة الحركة وبين تأثير التدخين وان كانت المعطيات التي تم تجميعها تتحدث عن أن عدد الوفيات متشابهة نتيجة لذلك في الحالتين. ويشير هؤلاء إلى أن عدد الناس الذين يدخنون هم اقل بكثير من الناس الذين لا يمارسون النشاطات الرياضية مما يعني أن التدخين هو أكثر ضررا. وتؤكد الدكتورة كلير كنيغت من مركز الأبحاث السرطانية في بريطانيا بأنه من الأهمية بمكان فيما يتعلق بالوقاية من السرطان قيام الإنسان بالتوقف عن التدخين .