تكرر في الفترة الأخيرة وقوع اضرابات وأعمال شغب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال شرق الأردن. ويؤكد ناشطون سوريون أن سببها تردي الخدمات داخل المخيم فيما تؤكد الحكومة الأردنية عدم وجود منظار سياسي للتعامل مع اللاجئين. ويقول اللاجئ أحمد الخالدي في حوار خاص مع دويتشه فيلة DW إنه خرج هو وعائلته قبل حوالي شهر ونصف من سجن كبير (في إشارة إلى سوريا) ودخل إلى سجن صغير هو مخيم الزعتري الذي وصفه بأنه "منفي في البادية الأردنية" مليء بالرمال الناعمة التي تلوث جسم وثياب وشعر كل من يمشي داخل المخيم و"تشارك اللاجئين في كل شيء حتى في وجبات طعامهم". "اللاجئون يتظاهرون للمطالبة بتحسين الخدمات وتأمين العمل" ويضيف الخالدي ل DW أنه يشعر أحياناً بأن وجود هذا المخيم في هذه المنطقة الصحراوية وكأنه "عقوبة للاجئين" ويؤكد أن هناك سوء إدارة داخل المخيم" فيما يتعلق بتوزيع مستلزمات اللاجئين، فعلى سبيل المثال يتم توزيع المياه للاجئين الذين تجاوز عددهم ال 35 ألفا عن طريق براد تلتف حوله حشود ضخمة جداً بينهم أطفال ونساء ، ويؤكد أن بعض اللاجئين "يخجلون" أحيانا من الوقوف بين هذه الحشود للحصول على الطعام". ويشكو الخالدي من انقطاع المياه أحيانا عن المخيم ومن قلة الكهرباء "حتى أن بعض اللاجئين "يترجون" الموظفين في المخيم لشحن بطارية جهازهم الخلوي ويضيف أنه أصبح هناك مشاكل داخل المخيم ؛ بسبب وجود الشباب "العزاب" والعوائل في المكان ذاته. ويوضح أنه وبعد كل هذا بدأ اللاجئون يتظاهرون داخل المخيم للمطالبة بتحسين الخدمات وتأمين عمل لهم "فكثير منهم يعيل عوائل داخل سوريا منكوبة أكثر من التي خرجت ، وتتنقل من مكان إلى مكان داخل سوريا للحفاظ على حياتها هرباً من نظام لا يرحم"، ويضيف أن التظاهرات تكررت و"الأمن الأردني لم يستوعب غضب اللاجئين واشتبكوا معهم لإنهاء أعمال الشغب. وكانت صحيفة القدس العربي قد كشفت أن تشجيع قدوم اللاجئين السوريين إلى الأردن تم لأسباب عديدة، وتشير الصحيفة بالقول إن القصة 'مالية' بإمتياز ففي مقر الخارجية الأردنية يتحدث المختصون عن عملية 'تضليل' تعرضت لها عمان فيما يخص بعدم وصول الكثير من الأموال العربية التي وعد بتخصيصها للأغراض الإنسانية المتعلقة بالشعب السوري الشقيق. مصدر مطلع قال ل'القدس العربي' بأن الدول العربية لا تقدمان ما يكفي لإطعام وإيواء اللاجئين السوريين رغم أن ضغوطهما هي التي تقف وراء إبقاء الأردن لحدوده الشمالية مفتوحة أمام حركة اللاجئين الذين يتدفقون بالآلاف هربا من جحيم النظام السوري حسب المعارضة السورية وسعيا لفرصة اقتصادية حسب أنصار نظام الرئيس بشار من الأردنيين الذين يطالبون بلادهم بإغلاق الحدود.