أفاد تقرير اليوم الأربعاء بأن أسعار مادة الإسمنت شهدت انخفاضاً إلى ما دون 15 في المئة في أسواق المملكة التي تعاني في كثير من الأحيان انفلاتاً في الأسعار بسبب طفرة البناء. وقالت صحيفة "الوطن" إن الإقبال الضعيف على شراء مادة الأسمنت خلال شهر رمضان المبارك تسبب في انخفاض أسعاره إلى ما دون ال 15 ريالاً للكيس، ولم يشجع السعر الجديد المواطنين على الإقبال لشرائه. وتعد شركات الإسمنت السعودية بين أكثر الشركات ربحاً في العالم حيث تستفيد من رخص تكلفة الطاقة وخامات التغذية. ويرجع عاملون في قطاع البناء السبب في الانخفاض السعري لإجازات العمالة السنوية وقلة ساعات العمل خلال شهر رمضان. وذكر كل من عثمان محمد عثمان، ويحيى محمد، وهما مديران لأحد المشروعات السكنية بالقنفذة، إن الأسمنت شهد خلال الأشهر الماضية نقصاً واضحاً، وندرة في معظم الأسواق، مما رفع أسعاره إلى 25 ريالاً، وفيما بعد استقرت ما بين 18 و20 ريالاً، مشيرين إلى أن دخول شهر رمضان قاد الأسعار إلى الانخفاض تدريجياً، حتى وصلت حالياً إلى ما دون ال 15 ريالاً للكيس. وأضافا إن الطلب الخفيف على المادة كان له الأثر الأكبر، لافتين إلى أن الأسمنت أصبح سلعة تباع على الطرقات، بل إن معظم الموردين يوصلونه إلى المشترين مجاناً، بعد أن كان يباع خلسة في الأشهر الماضية. وقال "عثمان" إن التجار خفضوا الأسعار خوفاً من تلف مخزونهم، خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك، وعدم صلاحية الأسمنت لفترة طويلة. وأشار كل من سيد محمد وحسين عبد المنعم اللذين يعملان بمهنتي البناء واللياسة إلى أن كثيراً من العمالة تفضل السفر إلى بلدانها خلال شهر رمضان لقضائه مع أسرهم، كما أن ساعات العمل تنخفض ويكون العمل خلال الفترة المسائية، والتي تبدأ من الساعة التاسعة، وحتى الثانية فجراً، وبالتالي فالعامل يتقاضى أجرة يومية لا تتناسب مع ساعات العمل، لافتين إلى أن العوامل السابقة كلها ساهمت في انخفاض الطلب على الأسمنت، متوقعين ارتفاع الطلب على المادة بعد انتهاء عطلة العيد. وقال أحمد الزيلعي، أحد موردي الإسمنت للأسواق، إن أسعار الأسمنت تشهد خلال شهر رمضان استقراراً وانخفاضاً؛ لنقص العمالة التي تفضل التمتع بإجازاتها السنوية خلال هذه الفترة من السنة، إضافة إلى قلة ساعات العمل مقارنة ببقية أشهر السنة. وعلى الرغم من تحديد وزارة التجارة والصناعة لسعر كيس الأسمنت ب 12 ريالاً "تسليم المصنع" و14ريالاً للمستهلك النهائي في مباسط ومحلات بيع الإسمنت، وسعر الطن السائب ب 240 ريالاً، إلا أن الأسعار باتت تتأرجح بين هبوط وارتفاع حسب ظروف السوق. وصناعة الإسمنت في المملكة تشهد تطوراً سريعاً خلال الفترة الحالية ومن المتوقع أن يصل حجم إنتاج الأسمنت إلى 69.9 مليون طن في العام 2013 في الوقت الذي يقارب الإنتاج حالياً من 60 مليون طن. ووفقاً لتقرير حديث للبنك السعودي الفرنسي، فإن المملكة -التي تعاني من أزمة إسكان- تحتاج لبناء 1.65 مليون مسكن جديد بحلول العام 2015؛ لتلبية الطلب المتزايد، ويُتوقع أن تحتاج شركات التطوير العقاري الخاصة والحكومية بناء نحو 275 ألف وحدة سنوياً حتى ذلك التاريخ، وبالتالي ستواجه السعودية مشكلة إسكان كبيرة؛ نتيجة تسارع النمو السكاني، وتدفق اليد العاملة الأجنبية إلى المملكة، التي تنفذ خطة إنفاق على البنية التحتية قيمتها 400 مليار دولار، وسيزيد استمرار تنامي الطلب على الإسمنت خلال السنوات الخمس المقبلة. وبحسب تقرير شركة جدوى للاستثمار، فإن إنتاج الأسمنت شهد تطوراً كبيراً خلال الأعوام السابقة، فقد وصل إلى 23.8 مليون طن في العام 2000، ثم زاد في العام 2007 م بمقدار 12 طناً، وزاد في العام 2008 م بمقدار 7.3 أطنان عن العام 2006، ليصل إلى 59.3 مليون طن في العام 2010، ثم ما يقارب 62 مليون طن في العام 2011، ومن المتوقع أن يقارب 69 مليون طن في العام 2013.