أبلغ محافظ صنعاء نعمان دويد «القبض على قياديين من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي من المدرجين في قوائم أمنية سعودية ويمنية، من بين 28 عنصرا في عملية أمنية نفذتها قوات أمن بلاده الخميس الماضي، بالتزامن مع ضربة محافظة أبين». وفي حين لم يرغب نعمان الإفصاح عن عدد السعوديين المعتقلين ولا هوياتهم، لكن كشف أنهم ينتمون إلى عناصر قائمة ال 85 المعلنة من وزارة الداخلية في المملكة. واعتبر محافظ صنعاء أن الكشف عن هويات القتلى والمعتقلين «شأن أمني»، ستكشف عنه وزارة الداخلية اليمنية في حينه بعد اكتمال ملف التحقيقات معهم. لكن استدرك القول: «بكل تأكيد هناك مطلوبون مدرجون في لوائح الأمن وهم محددون لدى دوائر الأمن». لافتا إلى أن المعتقلين بينهم صغار سن مغرر بهم، وجد بحوزتهم وصايا تزعم بدخولهم الجنة وأخرى تدعوهم للحاق بمن سبقوهم إليها، بحسب معتقداتهم المنحرفة. سياق تصريحات محافظ صنعاء حول المعتقلين السعوديين ومصيرهم، يتوافق مع ما أوضحه وكيل وزارة الداخلية اليمني لقطاع الأمن اللواء محمد عبدالله القوسي «إن بلاده لن تتردد في تسليم أي من المطلوبين السعوديين من عناصر القاعدة حال وجودهم قتلى أو معتقلين في إطار التعاون الأمني الوثيق بين الرياض وصنعاء والاتفاقات الأمنية المبرمة بينهما». مقتل القحطاني ترجح مصادر حكومية محلية يمنية أن من بين من لقوا مصرعهم من عناصر القاعدة في محافظة أبين، السعودي عبدالمنعم القحطاني وهو قيادي خطر في التنظيم الإرهابي، كان قد قتل مع سعودي آخر في الهجوم الأمني الذي استهدف معسكرا للقاعدة في قرية لودر في محافظة أبين اليمنية. وهنا نفى دويد فرار ثلاثة من قيادات القاعدة تردد أنهم كانوا موجودين في إحدى بنايات المحافظة عند تنفيذ الضربة الاستباقية : «لم يفروا ولا يمكن أن نؤكد عملية فرارهم وقد يكونون غير متواجدين أصلا عندما بدأت الحملة الأمنية في استهداف الموقع». وشدد محافظ صنعاء بالقول: «من كان في الموقع تم القضاء عليه، وآخرون تم القبض عليهم وستتضح كل التفاصيل قريبا». وكان دويد يرد على معلومات ترددت عن فرار القياديين الثلاثة ومن بينهم المدرج في لائحة المطلوبين أمنيا للمملكة اليمني قاسم الريمي ومواطنه مجلي حزام وآخر قيل إنه يحمل جنسية عربية. مخططات تدميرية وأحاط محافظ صنعاء بتفاصيل جديدة عن طبيعة المخططات الإرهابية التي كان تنظيم القاعدة يوشك تنفيذها ووصفها ب «المخططات المدمرة»، وقال: «أحبطنا مخططا تدميريا كبيرا لاستهداف البنى الاقتصادية لليمن وضرب المصالح الأجنبية وإحداث خلل أمني خدمة لمصالح منظمات يعمل تنظيم القاعدة الإرهابي على تحقيقها أينما وجدت». وزاد: «توجد مصادر لتمويل القاعدة ومدها بالسلاح، وهذه المصادر تعمل لزعزعة أمن واستقرار العرب والمسلمين ومحاولة تشويه صورة الدين الإسلامي، وهذه المصادر لا تكشف عن نفسها بسهولة وقيادات القاعدة الأساسية تعرف أن ما تقوم به ما هو إلا للمصالح المادية، لكن الضحايا هم أولئك الذين غرر بهم وسممت أفكارهم وكان ذلك واضحا بالنسبة لنا من خلال ما وجدناه بحوزتهم من وصايا ووثائق». تعاون أمني وشدد دويد على التعاون المتميز بين الأجهزة الأمنية اليمنية ونظيراتها في المملكة لمحاربة القاعدة والإرهاب بكافة أشكاله وصوره «التعاون الأمني كبير بين البلدين، اعتبار أن أمن واستقرار المملكة واليمن مستهدفان وقد آتى هذا التعاون أكله ولله الحمد والتعاون مستمر وسيظل كذلك لأن أمن المملكة واليمن كل لا يتجزأ». وأكد أن التحقيقات الأمنية مع المعتقلين ستظهر ما إذا كانت لهم إتصالات مع القاعدة الأم في أفغانستان التي يتزعمها الضال أسامة بن لادن وأن الحقائق ستتضح بشكل قاطع لا يقبل الشك. وخلص إلى أن القاعدة تنظيم لا هوية لها ولا بلد، وبصرف النظر عن هوية عناصرها إن كانوا سعوديين أو يمنيين فهم يستهدفون أمن واستقرار بلديهما واستقرار الأمة بأسرها.