\"ألو! أنا باري من دي سي، وأودُّ المشاركة في البرنامج.\" كان يمكن للقائمين على أحد البرامج الإذاعية الأمريكية أن يتعاملوا مع الشخص الذي بادرهم بهذه الكلمات على أنه متصل عادي يدفعه الفضول والرغبة للمشاركة ببرنامجهم. باري وباراك إلا أن مسارعة المتصل للتعريف بنفسه والكلمات التي تفوَّه بها بعد ذلك جعلت من الاتصال خبرا صحفيا سرعان ما تناقلته وكالات الأنباء في العالم! لم يكن المتصل ببرنامج \"اسأل الحاكم\"، الذي تبثه إذاعة \"WTOP\" أسبوعيا، سوى باراك أوباما، رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي حرص على الاتصال لتهنئة ضيف البرنامج، أي حاكم ولاية فرجينيا المنصرف تيم كاين، على خدمته \"العظيمة والرائعة\" للدولة الأمريكية. وهكذا، وأمام دهشة القائمين على البرنامج وضيفهم والمستمعين، يبادر الرئيس الأمريكي الحاكم الديمقراطي المنصرف بقوله: \"نحن فخورون بك حقا.\" مكالمة \"رئاسية\" أما كاين، وقد احمرَّ وجهه خجلا، فيرد التحية على الرئيس بأجمل منها قائلا له \"إن المكالمة الرئاسة\" تعني له الكثير، لا سيما وأنها جاءته في آخر ظهور له في البرنامج المذكور. لا يمهل أوباما كاين كثيرا، إذ يخاطبه ممازحا: \"نحن ندأب على الاعتقاد بأن زوجتك ربما تكون متفوقة عليك قليلا.\" ويضيف مفسِّرا تلك الأحجية بقوله إنه كليهما، أي أوباما وكاين، متزوجان من امرأتين \"أفضل منَّا\"، وبالتالي \"علينا أن نظل معا ونبقى مخلصين لبعضنا البعض.\" أمَّة \"محظوظة\" ويبادر الحاكم، وقد انزاحت عنه موجة التواضع والخجل ولو قليلا، فيخاطب أوباما قائلا: \"نحن محظوظون، لا بل أن الأمة كلها محظوظة، لقد كان عامك الأول في الإدارة رائعا حقا، وأنا في غاية الحماس والسرور.\" تبقى الإشارة إلى أن كاين يغادر منصبه الشهر المقبل، بعد أن يكمل ولايته كحاكم لفرجينيا، ويتعين عليه، حسب قوانيت الولاية، مغادرة موقعه فور انتهاء فترة حكمه لها. كما أن كاين هو أيضا الرئيس الحالي للجنة الديمقراطية الوطنية، وهي الهيئة التي تدير الشؤون اليومية للحزب الحاكم في الولاياتالمتحدة.