تصمد خلايا العضلات الجذعية في "حالة خمود" لمدة 17 يوما بعد الوفاة عند الإنسان، في مقابل 16 يوما عند الفئران، وهي تنتعش وتستعيد وظائفها بالكامل عندما تزرع مجددا، بحسب الدراسة التي نشرت هذا الأسبوع في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز". والامر سيان بالنسبة إلى الخلايا الجذعية في النخاع الشوكي التي تنتج خلايا الدم حيث تبقى صالحة طوال أربعة أيام بعد نفوق الفئران، وهي قادرة بعد زرعها على إعادة استيطان النخاع الشوكي، على حد قول الباحثين. وكانت أبحاث سابقة قد رصدت خلايا مماثلة في دماغ جنين بعد 32 ساعة على وفاته. غير أن الباحثين الفرنسيين تمكنوا من إظهار كيفية صمود الخلايا عند البالغين. فبعد أن ينقصها الأوكسجين، تغرق في "حالة خمود" تسمح لها بالصمود وبمقاومة بيئة لا تناسبها البتة. وطريقة الصمود المكتشفة هذه تعتمد أيضا في الأنسجة عند الأحياء بعد تعرضها لأضرار جسيمة. وشرح الباحث فابريس كريتيان من معهد باستور الذي أدار هذه الأبحاث بالتعاون مع سهاهراغيم تاجبلخشه من معهد باستور والمركز الوطني للأبحاث العلمية أن "مخزون الخلايا الجذعية الحيوية في جسم الإنسان بعد الوفاة قد يستخدم في عمليات الزرع في النخاع الشوكي (لمعالجة سرطان الدم والامراض الدموية مثلا) التي تجرى بصورة متزايدة في المستشفيات والتي تفتقر إلى واهبين". وهو أضاف "استخرجنا أربعة غرامات من العضلات عند سيدة توفيت في الخامسة والتسعين من العمر، بعد 17 يوما من وفاتها فحصلنا على ملايين الخلايا الجذعية". أما عند الفئران، فقد سمحت الخلايا الجذعية التي استخرجت من العضلات بعد نفوق الفئران بإعادة انتاج بروتين ديستروفين الناقص عند الفئران التي تعاني التهابا في العضلات بعد زرعها، بحسب ما اوضح فابريس كريتيان. وتنتقل الخلايا إلى حالة الخمود من خلال تخفيض عملية الأيض إلى أدنى مستوياتها، وانتاج أقل قدر من الاوكسجين والتعويل على مخزون الطاقة لديها. ويعتبر هذا الخمود وسيلة تسمح للخلايا بانتظار "مرور العاصفة" ومواجهة الاوضاع غير المؤاتية لها من قبيل الإصابات في العضلات، قبل أن تعود مجددا إلى الدورة الخلوية وتعالج العضل المصاب، بحسب ما أوضح الباحث. ويمهد هذا الاكتشاف لوسائل جديدة تسمح بالحفاظ على الخلايا الجذعية لغايات طبية في الثلاجة مثلا أو في خليط غازي خال من الأوكسجين. وتحدث فابريس كريتيان عن "تقنية بسيطة للحصول على هذه الخلايا من مزيج من الخلايا المستخرجة من الجسم يوضع في الثلاجة من دون أوكسجين". وتم التقدم بطلب براءة دولية يشمل تطبيقات هذا الاكتشاف.