رأى الأطباء المختصون أن العام الجديد 2011 سيشكل منعطفا جديدا في الاستفادة من الخلايا الجذعية في علاج العديد من الأمراض المستعصية التي لم يتمكن الطب القائم على البراهين من القضاء عليها نهائيا. وأكدوا ل «عكاظ» أن نجاح بعض تجارب الخلايا الجذعية في الدول العالمية العام الماضي «بعيدا عن التلاعب بهذه التقنية واستغلالها بطرق غير مشروعة» يفتح آفاقا جديدة نحو إنهاء الكثير من المشكلات الطبية التي تعاني منها البشرية. مواد مضادة اعتبر استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير، أن استخدام الخلايا الجذعية في مجال السرطان مازال موضع الدراسات والأبحاث، وأتوقع أن يشهد العام الجديد المزيد من التجارب في هذا الجانب، لاسيما بعد التجربة التي قام بها الباحثون في جامعة هارفارد بتحفيز نمو خلايا سرطانية في مخ أحد القوارض، وبعد تكون الورم قاموا بحقن الخلايا الجذعية داخل الرأس حيث اتجهت تلك الخلايا إلى المنطقة المصابة بالورم وأطلقت مواد مضادة أدت الى تقليص حجم الورم 80 في المائة خلال أيام قليلة. دراسات وأبحاث وأوضح استشاري السكري ومدير مركز السكري في مستشفى النور في مكة الدكتور خالد طيب، أن التوجه لاستخدام الخلايا الجذعية في مجال علاج السكري مازال يخضع لمزيد من الدراسات والأبحاث، خصوصا أن هناك محاولات جادة في إكساب الخلايا صفة إنتاج الأنسولين وأشار إلى أن «الأنسولين المفرز من خلايا بيتا في البنكرياس يعمل على خفض معدلات السكر في الدم، وتعمل طريقة الخلايا الجذعية على تنمية خلايا قادرة على إفراز ذلك الهرمون اللازم لخفض نسبة السكر في الدم والتي ستخلص مرضى السكري من معاناة حقن الأنسولين اليومية». آمال واعدة واعتبر استشاري في جراحة تجميل العيون والجفون والقناة الدمعية وحجاب العين الدكتور ياسر بن عطية المزروعي، أن استخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض يحمل الكثير من الآمال الواعدة في إنهاء معاناة الكثير من البشر. واستشهد الدكتور المزروعي بالتجربة العالمية في نجاح باحثين في زرع خلايا جذعية في شبكية العين بغرض استعادة الرؤية، كما أثبت الباحثون في المركز الطبي في جامعة بيتسبيرغ أن الخلايا الجذعية البشرية يمكن استعادة الشفافية للقرنيات المزروعة فيها دون حدوث رفض العين لها. زراعة الأسنان وتتفق أخصائية طب الأسنان والفم الدكتورة سارة بصري أن الخلايا الجذعية فتحت آفاقا واسعة وآمالا كبيرة في علاج العديد من الأمراض، لاسيما الأمراض التي وقفت عائقا أمام المرضى في إنهاء معاناتهم. وذهبت إلى أن التجارب العالمية التي أجريت في هذا المجال أثبتت قدرة هذه الطريقة في علاج الأمراض ومنها استخدامها في مجال الأسنان، فقد اكتشف فريق من الأطباء في الكلية الملكية في لندن طريقة لزراعة الأسنان كاملة في الفئران، حيث كانت تلك الأسنان قادرة على النمو في المختبر، ويعتقد الفريق أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تستخدم لزراعة الأسنان عند البشر، ومن الناحية النظرية فإن الخلايا الجذعية المأخوذة من المريض يمكن أن تتحول إلى برعم السن حيث تزرع في اللثة وتؤدي إلى ظهور الأسنان الجديدة ويتوقع أن تستغرق شهرين لتنمو حيث تلتحم مع عظم الفك وتشجع الأعصاب والأوعية الدموية للاتصال بها. طب البراهين ويؤكد استشاري جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى وعلاج الضعف الجنسي في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور رضا متبولي، أن العلاج بالخلايا الجذعية ما زال موضع جدل كبير، ويحتاج إلى منظومة طبية وشرعية على المستوى العالمي منعا لحدوث أي تلاعب في هذه التقنية الحيوية. وألمح إلى أن معالجة المرضى وفق التوجه الإنساني والضوابط الشرعية والطبية المتعارف عليها بالطب القائم على البراهين يحقق الأهداف المرجوة من هذه التقنية، لاسيما وأن معظم التجارب التي أجريت في العلاج بالخلايا الجذعية أعطت آمالا كبيرة للمرضى في إنهاء معاناتهم مع الأمراض. الخلايا الجذعية وكلمحة طبية، فإن الخلايا الجذعية هي خلايا غير مكتملة الانقسام، قادرة تحت ظروف مناسبة على تكوين خلية بالغة من أي عضو من أعضاء الجسم، وبالتالي يمكن اعتبارها نظام «إصلاح وتجديد» للجسم، وهي نوعان: خلايا جذعية جنينية تستخرج من الأجنة نفسها، وخلايا جذعية بالغة تستخرج من مختلف خلايا الجسم مثل النخاع العظمي والرئة والقلب والعضلات وغيرها. ويأمل العلماء ومن ورائهم المرضى أن توفر الخلايا الجذعية البالغة علاجات ناجعة للأمراض، عبر الاستفادة من قدرة هذه الخلايا غير المتخصصة على التطور إلى أنواع عدة من الأنسجة التي أنهكها المرض أو أهلكها، ودون إثارة مشكلات أخلاقية .