تحقق وزارة الصحة ممثلة في شؤون صحة جدة في قضية الخطأ الطبي الذي حدث للدكتور طارق الجهني طبيب الأسنان تحت عملية جراحية جرت لمعدته في مستشفى خاص، ودخل على إثرها في غيبوبة استمرت ثلاثة أشهر حتى فارق الحياة، وشيع إلى مثواه في مقبرة المعلاة مكةالمكرمة، بعد الصلاة عليه عقب جمعة أمس في المسجد الحرام. وعلمت مصادر مطلعة أن صحة جدة شكلت لجنة عاجلة فور ورود نبأ وفاة الجهني، حيث سحبت الملف الصحي من المستشفى ومنعت أخصائية التخدير من مغادرة المملكة للتحقيق معها. وبينت المصادر أن أخصائية التخدير اعترفت عدم حصولها على اعتماد من هيئة التخصصات الطبية كونها بدأت العمل في فترة إجازة الأجهزة الحكومية كما تدعي، ورغم ذلك قررت العمل مع زوجها في المستشفى. وقالت المصادر إن اللجنة أنهت تحقيقاتها ورفعت النتائج والتوصيات إلى اللجنة الطبية الشرعية للنظر في الأخطاء الطبية، وأبرز ما جاء في التوصيات الدعوة إلى إغلاق غرفة العمليات في المستشفى الخاص وإيقاع أقصى عقوبة مالية، والتي قد تصل إلى مبلغ نصف مليون ريال، نظرا لاكتشاف أكثر من أربع مخالفات الواحدة منها تصل عقوبتها إلى 100 ألف ريال. وبدموع الحزن، وقلوب أضناها الفراق، ودع أصدقاء وأقارب مدير عيادات الأسنان في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الطبيب طارق سليمان الجهني جثمانه بدفنه في مثواه، بعد أن فاضت روحه عقب 22 يوما قضاها في غيبوبة كاملة على السرير الأبيض إثر خطأ طبي تسببت فيه أخصائية تخدير غير نظامية. وتوافد الآلاف من محبي الطبيب وعائلته إلى المقبرة وفي موقع العزاء في مدينة جدة محاولين التخفيف عن الأسرة المكلومة التي لازالت لا تصدق ما حدث. ودعا الرائد المتقاعد من القوات المسلحة السعودية سليمان الجهني، وهو والد الفقيد، وزارة الصحة إلى تطبيق أقصى العقوبات على المستشفى الذي تسبب في وفاة ابنه وفلذة كبده في خطأ غريب لا يمكن أن يصدر من مستشفى مهما كان سوؤه، بحسب تعبيره. وأكد الجهني عدم إصابة ابنه بمرض الربو كما يدعي المستشفى الخاص، مضيفا سمعنا عبر الصحف أن المستشفى يحاول المراوغة من خلال تلفيق مرض ابني بالربو، وأنا أطالب وزارة الصحة بمراجعة ملفاته الطبية في كافة المستشفيات حيث لم يسبق له الإصابة بذلك المرض على الإطلاق. من جهته، أكد محمد الجهني شقيق المتوفى تمسكهم بحقهم في ملاحقة المتسببين في وفاة شقيقهم وتطبيق شرع الله بحقهم، مشيرا إلى تظلم الأسرة لدى أمير منطقة مكةالمكرمة، محافظ جدة، وزارة الصحة وهيئة حقوق الإنسان التي تابعت الحالة. ويروي محمد تفاصيل قصة فقدان شقيقه في خطأ طبي تكرر في السنوات الأخيرة في مناطق ومدن المملكة بشكل كبير وملحوظ، أن أخاه دخل المستشفى بهدف إجراء عملية شد معدة كان من المفترض أن ينفذها في المستشفى التخصصي لكن أحد أصدقائه اقترح عليه التوجه للمستشفى الخاص لوجود اختصاصي يشهد له بالنجاح في هكذا حالات. ويقول شقيق المتوفى تواجد مع طارق زوجته الطبيبة وأشقاؤه وشقيقاته في المستشفى، حيث كان يجب خروجه من غرفة العمليات في غضون ساعة واحدة، بيد أنها امتدت إلى ثلاث ساعات، وسط تأكيد من الأطباء والجراحين باستقرار حالته ولا داعي للقلق حتى أبلغهم أحد أفراد الطاقم الطبي بمفارقته الحياة. واعتبر الجهني، والحزن يملأ تقاسيم وجهه، أن ما حدث في المستشفى يمثل قمة الاستهتار بالسماح لأحد الأطباء الاستعانة بزوجته القادمة للمملكة لأداء الحج في الأساس، لإجراء التخدير لشقيقه دون التثبت من شهادات تؤكد ممارستها للمهنة، حيث أعطته الحقنة بجرعة مركزة، وفشلت في إيصال الأنبوب المزود بالأكسجين إلى فمه حتى يتسرب إلى جوفه ما أدى إلى انقطاع مصادر التنفس عنه لمدة 20 دقيقة. ابنتا الفقيد لارا وفرح والد الفقيد في العزاء اسرة الفقيد تلقى العزاءفي جدة