قال المحلل السياسي الإيراني علي رضا نوري زاده إن طهران تواجه حرباً غير معلنة تستهدف نشاطها النووي والعسكري، وذلك بعد قليل من اغتيال مصطفى أحمدي مسؤول التسويق في منشأة "ناطنز" لتخصيب اليورانيوم في العاصمة طهران، والذي اتهمت طهران إسرائيل وأجهزة استخبارات غربية بالضلوع فيها. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أفادت بأن أحمدي روشان قتل بانفجار قنبلة لاصقة شمال العاصمة طهران مع أحد مرافقيه وجرح شخص ثالث كان يرافقهما، وأوضحت أن الانفجار نجم عن قنبلة وضعها شخص كان يستقل دراجة نارية. وقال علي رضا نوري زاده: "إن إيران تواجه حرباً غير معلنة بسبب نشاطها النووي مضيفا أن هذه الحرب غير تقليدية وتستهدف منشآت إيران النووية والعسكرية والعاملين في الحقل النووي". حرب غير معلنة وأشار نوري زاده إلى عدد من معالم الحرب التي وصفها بغير المعلنة منها تدمير 150 صاروخاً بالستياً من نوع شهاب 3 في خرم أباد غربي البلاد وانفجار مخازن وقود نووية في إحدى المنشآت الإيرانية واغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين خلال السنوات الماضية و الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له منشآت إيران النووية بواسطة فيروس "استاكس" واعتبرها المحلل الإيراني أنها كلها تشير إلى بدء مواجهة إيران. وأكد علي رضا نوري زاده أن العملية التي أدت إلى اغتيال المسؤول الإيراني تشير الى مشاركة عدد من أجهزة الأمن الخارجية قائلاً: "طريقة تنفيذ العملية وسابقاتها تشير الى وجود مخطط غير معلن لمواجهة إيران بمشاركة عدد من الأطراف المختلفة التي تتغلغل باستمرار في أجهزة الأمن الإيرانية". وأوردت وكالة أنباء "فارس" أن ما وصفته ب" الانفجار الإرهابي" وقع الساعة الثامنة والنصف في حي "سيد خندان" وسط العاصمة طهران، بعدما قام راكب دراجة نارية بإلصاق عبوة ناسفة بسيارة من طراز "بيجو 405"، سمع على إثرها دوي الانفجار بالمنطقة السكنية المزدحمة. وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن روشان كان يعمل مسؤولا في منشأة "ناطنز" لتخصيب اليورانيوم. وقال نوري زاده إن الأجهزة الأمنية الخارجية لها حضور بارز في إيران وتعمل ضد هذا البلد في وضح النهار وفي مناطق حساسة في العاصمة طهران موضحا أن الانفجار الذي وقع اليوم كان في القرب من مؤسسات حساسة مثل وزارة المخابرات والأركان العامة للحرس الثوري ويتردد كبار القادة الإيرانيين على نفس المسار الذي وقع فيه الحادث". عمليات سابقة ويعيد الحادث إلى الأذهان واقعة مقتل العالم النووي الإيراني، مسعود علي محمدي، أستاذ الفيزياء في جامعة طهران، الذي لقي مصرعه نتيجة انفجار قرب منزله بالعاصمة طهران واغتيال العالم النووي الآخر مجيد حسيني ومحاولة اغتيال فريدون عباسي الرئيس الحالي لمؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية. وسارعت إيران حينها لاتهام الولاياتالمتحدة وإسرائيل بالضلوع في اغتيال العالم النووي الإيراني. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن مسؤول أمني القول إن الطريقة التي قتل بها المسؤول النووي كانت هي نفس الطريقة التي نفذت ضد عدد من العلماء النوويين". وأوضح المصدر الذي لم يرد اسمه أن "عملاء الكيان الصهيوني" كانوا وراء الانفجار. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن أحمدي روشان كان خريجاً لجامعة شريف الصناعية وأصدرت الجامعة بيانا نددت فيه باغتياله.