دأبت مجموعة من المواهب الكروية الشابة التي وُلدت في السعودية، ولا تحمل جنسيتها، على البحث عن فرص أفضل لإكمال مشواها الرياضي عبر الهجرة إلى دولة قطر. وفي تتبع "العربية" لهذا الملف، وبعد التوثق من صحته، ثبت أن هؤلاء الشباب ينضمون إلى المنتخب القطري بوثائق قطرية جديدة، بعد أن كانت تحتضنهم دواري الأحياء في كل من الرياضوجدةومكةالمكرمة والمدينة المنورة. وقد قال أحد المشرفين على أكاديمية أشبال نيجيريا بالرياض إنه دأب على تدريب هؤلاء الشباب والعناية بهم حتى تأتي الأندية الرياضية الكبيرة لاختيار بعضهم، ليلعبوا في بطولات الدوري الرسمية. وذكر أن هناك إقبالاً على السعوديين من هؤلاء الشباب من قبل الأندية، ويتم التنسيق مسبقاً مع النادي بحسب احتياجه، إن كان يحتاج إلى مهاجم أو مدافع مثلاً، ويتم تلبية احتياجه مقابل 3 أو 4 آلاف ريال. وأكد أن هناك لاعبين مميزين غير سعوديين أتت أندية قطرية واشترتهم من الأكاديمية، منهم إسماعيل محمد، لاعب نادي لخويا القطري، والذي حل رابعا في ترتيب هدافي الدوري القطري، وقد اشتراه النادي من الأكاديمية ب 4000 ريال. راتب 5,100 ريال قطري ولأنه لا توجد جهة تتبنى غير السعوديين من هذه المواهب، ولا يوجد دوري للمقيمين في السعودية كما في بعض دول العالم، يحضر بعض السماسرة لمباريات الأحياء ليخطفوا هذه المواهب، ويسافروا بها بعيدا عن الأرض التي ولدت فيها، وترعرعت ودرست وتعلمت ثقافة أهلها وتقاليدهم. إن عدم امتلاك هؤلاء اللاعبين الشبان للجنسية السعودية، سهل مهمة الأندية القطرية التي تمنحهم جوازات سفر تجعل من إقامتهم هناك أمراً مريحاً بعيداً عن الأوضاع الاجتماعية التي كانوا يعيشونها في السعودية، بسبب عدم حصولهم على امتيازات توازي ما يحصل عليه الشبان السعوديون. وذكر أحد اللاعبين الذين عاشوا في السعودية وانتقلوا بعد ذلك لأحد الأندية القطرية أنه يحصل على راتب شهري قدره 5,100 ريال قطري، ومكافأة فوز تتراوح ما بين 500 إلى 1000 ريال قطري. من جهته يقول الصحفي عثمان أبو بكر مالي إن هذه القضية توسعت بشكل كبير، وأصبحت ظاهرة في مدن المنطقة الغربية في السعودية، وأصبح هناك فعلاً الكثير من الموهوبين الذين صُنعوا فوق تراب المملكة، وانتقلوا بعد ذلك إلى قطر، بالإضافة إلى دول خليجية أخرى. ويضيف مالي في حديثه ل"العربية" أن هؤلاء الشباب غالبيتهم العظمى من أبناء مكةالمكرمة، وقد ولدوا فيها ونشأوا ودرسوا حتى مراحل متقدمة، وبعضهم أمهاتهم سعوديات، ولكنهم لا يحملون الجنسية السعودية بحسب الأنظمة المعمول بها في السعودية. وذكر مالي أن بعض هؤلاء الشباب قد غادروا السعودية ولعبوا لفرق في دول مجاورة، حتى وصلوا إلى منتخباتها، بل إن هناك لاعباً من أبناء مكة وجد فرصته في البحرين والآن هو محترف في أوروبا. وأشار مالي إلى أنه نظراً إلى قدرات بعض هؤلاء الشباب العالية، أصبحوا تجارة للسماسرة، وقد تقدم الأمر كثيراً حالياً لدرجة أن بعض الدول المجاورة أصبحت ترسل لجاناً رسمية تأتي إلى مكةوجدة والمدينة في أوقات معينة، باتفاقيات مع المهتمين بفرق الحواري لمشاهدة اللاعبين الموهوبين والاختيار من بينهم. من جهته، قال أحد إداريي أكاديمية محمد نور في مكة إن العديد من اللاعبين انتقلوا من عنده إلى قطر، ومن بينهم هداف الجيش القطري عبدالقادر إلياس. والأكاديمية التي يديرها اللاعب السعودي المعروف محمد نور، وبحسب الشباب المنتمين إليها، يحضر إليها نور بنفسه بشكل شبه يومي، ليشرف على التمرين ويحفز اللاعبين على الفوز، حيث إن من ضمن أهداف هذه الأكاديمية تصدير اللاعبين إلى قطر.