اعتاد الكثيرون على جلب كميات كبيرة من الأطعمة والمشروبات الشهية معهم أثناء خروجهم لقضاء العطلات. غير أن الإسراف في تناول الطعام في عيد الميلاد والإفراط في تناول المشروبات الكحولية عشية رأس السنة الجديدة قد يكون له عواقب لا تحمد عقباها. ولكن لحسن الحظ، هناك عدة وسائل علاجية للتخلص من آثار الإفراط في تناول المشروبات الكحولية وامتلاء البطن والحموضة. ولعل أكثر أعراض الإسراف في تناول المشروبات الكحولية شيوعا، والتي عادة ما تستمر لعدة ساعات بعد التوقف عن الشرب، هي العطش وجفاف الفم والشعور بالتعب والصداع والغثيان والقيء. يقول مارين شميت، وهو أخصائي في الصحة الطبيعية في معهد طب الطبيعة في مدينة ايرفورت الألمانية: يحتاج الجسم إلى كمية كبيرة من الأكسجين لتكسير الكحول، وهو ما يسبب الصداع. لذا يفضل ترك النافذة مفتوحة أثناء النوم بعد الاحتفال. وأوضحت الرابطة المهنية لأطباء الأمراض الباطنة في ألمانيا أن هناك سببا آخر وراء الإحساس بعدم الراحة في صباح اليوم التالي بعد الإفراط في الشرب، ألا وهو أن الكحول ومنتجاته لها تأثير سام على خلايا الجسم. واستهلاك المشروبات الكحولية القوية بصورة خاصة تدخل إلى الجسم قدرا من الكحول أكبر من القدر الذي يمكن للجسم تكسيره خلال فترة قصيرة. وللحيلولة دون الإصابة بالصداع والغثيان، توصي الرابطة الألمانية بالامتناع عن تناول المشروبات الثقيلة، وعدم الشرب بسرعة. يقول أستاذ الطب ومؤسس مؤسسة الأبحاث الطبية الحيوية للكحول في مدينة مانهايم الألمانية مانفريد فينسنت سينغر: أفضل طريقة يمكن التغلب بها على الاحساس بامتلاء البطن بعد الإفراط في تناول الطعام هي ممارسة رياضة المشي بخطى معتدلة أو سريعة نسبيا. وفي دراسة أجرتها كلية طب مانهايم التابعة لجامعة هايدلبرغ، خلص فريق من الباحثين بينهم سينغر إلى أنه على عكس الاعتقاد السائد فإن تناول المشروبات الهاضمة بعد تناول وجبة ثقيلة لا يقلل من الشعور بامتلاء البطن. وأشار شميت إلى أن البيرة تعوق عملية الهضم. فالجسم يهضم المشروبات الكحولية بصورة أسرع من الدهون، ما يعني أنك عندما تتناول وجبة أوز على سبيل المثال في العطلة، فإنها تبقي في معدتك كالحجارة، ويساعد الكحول على بقائهافي البطن لفترة أطول. ويقول شميت إن القهوة الإيطالي (اسبرسو) لا تساعد أيضا على تخفيف الشعور بالامتلاء، غير أن مادة الكافيين الموجودة بها تنشط العضلات المعوية. ويمكن تخفيف حدة مشكلات الهضم الناجمة عن تناول الأطعمة الدسمة باستعمال الأعشاب الطبية. يقول شميت إن الزيوت الأساسية الموجودة في الشمر يمكن أن تساعد على الحيلولة دون الانتفاخ والشعور بالامتلاء. وينبغي طحن بذور الشمر ونقعها في ماء ساخن، وينصح بالبدء في تناول شاي الشمر يوميا قبل أسبوع أو اثنين من العطلة. وللشاي المصنوع من بذور الينسون والكراوية تأثير مماثل، ويمكن شرب هذه الأنواع من الشاي بالتناوب. كما يحفز الزنجبيل عملية الهضم، ويمكن أن يساعد على تخفيف الشعور بالغثيان إذا ما استخدمت شريحة أو شريحتين منه لتحضير كوب من الشاي. ويمكن استخدام الزنجبيل أيضا بعد تناول الوجبات الغذائية التي يتم تناولها أثناء العطلات، كوجبة الأوز المشوي أو البط المشوي على سبيل المثال.