قال علماء من أستراليا إن أجنة نوع من السلاحف تتواصل مع بعضها وهي لا تزال في بيضها وإن ذلك يحث السلاحف التي تأخر نموها على تسريع النمو حتى تفقس من بيضها بالتزامن مع أقرانها في نفس العش وحتى تغادر عشها بشكل جماعي ما يخفض من المخاطر التي تتعرض لها في الطبيعة أثناء توجهها للماء الذي تجد فيه ملاذا آمنا. ورجح الباحثون تحت إشراف ريكي جون سبينسر من جامعة ويسترن سيدني في مجلة "بروسيدنغز" التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا أن تلعب نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون دورا في هذا التواصل. وتقوم السلاحف من النوع الذي يتميز بطول الرأس بدفن بيضها في البر مثل غيرها من السلاحف وتترك مهمة إنضاجه للفقس لطاقة الشمس ما يجعل درجة حرارة الطبقات العليا من العش أعلى بنسبة تصل إلى 6 في المئة عن الطبقات السفلى وهو ما يؤدي إلى نضوج البيض الموجود في الطبقات العليا أسرع بشكل واضح من البيض في الطبقات السفلى اذ تلعب درجة الحرارة دورا حاسما في نمو السلاحف. ومع ذلك فإن العلماء لاحظوا أن نسل السلاحف في كل عش يخرج لسطح الأرض في وقت واحد. قام الباحثون خلال التجارب بصيد إناث سلاحف خصبت بالفعل من الذكور وعملوا على تسريع عملية البيض لدى بعض السلاحف من خلال حقن هذه السلاحف بحقنة هورمون فحصلوا بذلك على 20 بيضة ثم قسموا البيض إلى مجموعتين. ونمت نصف السلاحف لمدة سبعة أيام في درجة حرارة 30 درجة مئوية والنصف الآخر خلال سبعة أيام أيضا في درجة حرارة 26 درجة مئوية.ثم جمع بيض المجموعتين مع بعضه مرة أخرى وعرض لنفس درجة الحرارة في الفترة الباقية. وقاس الباحثون خلال هذه الفترة المتبقية على الفقس معدل ضربات القلب وإنتاج ثاني أكسيد الكربون لدى الأجنة وذلك لاستقراء سرعة نموها. وتبين للباحثين أن أجنة السلاحف التي نمت في البداية في درجة حرارة أقل ما أدى إلى تأخر نموها نسبيا عجلت نموها في المرحلة الأخيرة حين تسارعت ضربات القلب وازدادت سرعة عملية الأيض لديها ما أدى إلى تعجيل نموها فوق المعدل الطبيعي وذلك لتفقس بشكل متزامن مع أقرانها التي نمت أسرع في درجة حرارة أعلى ثم حدث الفقس في نفس الوقت تقريبا. وشدد الباحثون على أن هذا التعجيل في نمو هذه الحيوانات مدهش ورجحوا أن نسبة ثاني أكسيد الكربون في العش ترتفع عن المعدل الطبيعي عندما تنمو السلاحف الموجودة في الطبقة العليا من العش بشكل أسرع بكثير من بقية أقرانها في الطبقات الأقل وهو ما يمكن أن يكون بمثابة إشارة للسلاحف الأقل نموا لإفراز المزيد من هورمونات الغدة الدرقية ما يؤدي إلى تسريع وتيرة نمو القلب والجسم بشكل عام.