كثيراً ما نسمع عن حالة الكآبة التي تصيب من حولنا دون التعرف عن قرب على عوارض هذه الحالة، التي ربما يعاني منها أحدنا دون ان يشعر. فكيف نتعرف على الشخص المصاب بهذه الحالة النفسية ؟ غالباً ما يكون الشخص المصاب بالكآبة حزيناً ويعاني بسبب هذا الشعور المرافق له باستمرار دون ان يتمكن من التخلص منه. كما تغلب صفة التشئاؤم على المكتئب ولا يستبشر خيراً بالمستقبل، ولا يتوقع تحسناً للأمور. والمكتئب إنسان فاقد للمبادرة وقليل الهمة، الأمر الي يسبب لا شعورياً انطباعاً بأنه فاشل باتخاذ قرار مهم في حياته، مما يؤثر سلباً على إدارته لأبسط الأمور في حياته وحل المشاكل التي يواجهها، سواء أكان رب عمل أو مسؤول عن أسرة، الأمر الذي يولد لديه إحساساً دائمأً بالذنب. وعلاوة على انه ينظر للمستقبل من خلال منظار أسود فهو ينظر الى ماضيه وحاضره بنفس المنظار، ويؤمن ان الفشل حليفه على طول الخط، مما يجعله يشعر بخيبة أمل دائماً. ومن أهم مؤشرات الكآبة عدم الشعور بالقناعة حتى لو حالفه الحظ في يوماً ما وتمكن من الحصول على الكثير، كما انه يفقد إمكانية الاستمتاع بما يملك. بالإضافة الى ذلك ثمة شعور يلازمه باستمرار بأنه عنصر غير مفيد في مجتمعه، كما انه لا يتمتع بعواطف إيجابية، بل تمتاز أحاسيسه بكل ما هو سلبي كالكراهية والاشمئزاز من نفسه ومن الآخرين، وهو ممن يبالغون في تصوير المتاعب والعقبات في حياتهم، الأمر الذي يسفر في الكثير من الأحيان عن إقدامهم على الانتحار.