ما إن انفرجت أزمة تكدس الجثث في ثلاجات الموتى بمستشفيات جازان، بعدما نجحت اللجنة الأمنية الصحية التي شكلها أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر في إنهاء إجراءات دفن 50% منها، حتى ظهرت أزمة أخرى تمثلت في تأخير غسيل وتجهيز ودفن الجثث الموزعة على ثلاجات مستشفيات المنطقة. وفي الوقت الذي بدأت أصابع الاتهام تتجه إلى أمانة منطقة جازان وبلدياتها في تأخير تجهيز ودفن الجثث التي صدرت لها أوامر دفن، برر أمينها المهندس عبدالله القرني التأخير بسبب هشاشة التربة التي لا تسمح بحفر أكثر من 20 قبرا دفعة واحدة في مقبرة واحدة خوفا من انهيار القبور. وأشار القرني في تصريح إلى "الوطن" أمس إلى أن الأمانة تملك جميع الإمكانات والآليات اللازمة لتجهيز ودفن الجثث مهما كان عددها ولا توجد أي مشكلة في الإمكانات. من جانبه أوضح رئيس محكمة الدرب الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن السالم، بأنه لا يوجد هناك ما يمنع استخدام الالآت الحديثة التي تساعد في عملية حفر القبور وتجهيزها والتي توفر الوقت والجهد، مشيرا إلى أنه لا يوجد في الشرع ما يدل على تحريمها في المساعدة على دفن المتوفين بالطرق الإسلامية الصحيحة مع مراعاة حرمة الميت بعد تنزيل كل متوفى في قبر مستقل به ووضعه في اللحد وإغلاقه باللب ثم دفن القبر بالطرق المعتادة. وفي محافظة الدرب، ترأس رئيس البلدية المهندس سلمان الفيفي أمس اجتماعا لوضع الترتيبات اللازمة لدفن 20 جثة في ثلاجة مستشفى الدرب صدرت لها أوامر دفن. وجرى خلال الاجتماع التنسيق لحفر قبور أول مجموعة من المتوفين والبالغ عددهم 4 حالات بالتعاون مع فاعلي الخير والمواطنين ولجنة التنمية الاجتماعية وفرع وزارة الأوقاف لدفنهم صباح اليوم ثم معاودة التنسيق صباح السبت المقبل لحفر القبور لمجموعة أخرى وتغسيلهم ثم دفنهم صباح الأحد. من جهته، أكد مدير مستشفى الدرب العام علي بن محمد أبو شقاره أن مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور حمد الاكشم، يتابع دفن 20 جثة بثلاجة الموتى بمستشفى الدرب العام بعد أن أنهت إدارة الطب الشرعي والجهات الأمنية التابعين لها إجراءاتهم، مشيرا إلى أنه التقى بمحافظ الدرب غازي بن مالح الشمري، ووضع خطة تبني المستشفى ولجنة التنمية الاجتماعية بالدرب ورجال الأعمال والمواطنين وبلديتي الدرب والشقيق مهام دفن تلك الجثث.