أجمع عدد كبير من المواطنين السعوديين ومعلقون أجانب على أن تعيين الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود أول من أمس ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية - الذي ستبدأ مبايعة المواطنين له بعد صلاة عصر اليوم (السبت) في قصر الحكم في الرياض، كما سيستقبل أمراء المناطق المواطنين في مناطقهم لتلقي البيعة نيابة عنه غداً (الأحد) - رسخ شعوراً بالاطمئنان حيال مستقبل الاستقرار الأمني للسعودية، خصوصاً لما عرف عن ولي العهد الجديد من إنجازات أمنية مرموقة تمثلت في كسر شوكة الجماعات الإرهابية وتنظيم «القاعدة»، وهو ما أشار إليه الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض أمس أكد فيه «أن الولاياتالمتحدة تعرف وتحترم التزام الأمير نايف بمكافحة الإرهاب ودعم السلام والأمن في المنطقة». وفيما انهالت التهاني والتبريكات على ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لمناسبة ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود به، تواصل تقاطر المعزين داخل السعودية وخارجها للمواساة برحيل ولي العهد السابق الأمير سلطان بن عبدالعزيز. واستقبل مساعد وزير الدفاع والطيران الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمس، ضباط وموظفي وزارة الدفاع والطيران ومواطنين قدموا إليه تعازيهم ومواساتهم في الفقيد. وكان خادم الحرمين الشريفين أصدر فجر الجمعة أمراً ملكياً عيّن بموجبه الأمير نايف ولياً للعهد خلفاً للأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي توفي الأسبوع الماضي في نيويورك. ووجه الملك عبدالله الأمراء بمبايعة ولي العهد الجديد الذي عينه أيضاً نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية. وقال بيان للبيت الأبيض أمس إن الرئيس أوباما هنأ القيادة السعودية باختيار الأمير نايف ولياً للعهد، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة «تعرف وتحترم» التزامه بمكافحة الإرهاب. وأضاف أوباما: «لقد خدم الأمير نايف بلاده بتفانٍ وامتياز أكثر من 35 عاماً كوزير للداخلية، والولاياتالمتحدة تعرفه وتحترم التزامه بمكافحة الإرهاب ودعم السلام والأمن في المنطقة». وشدد أوباما على أن «الولاياتالمتحدة ترحب بمواصلة الشراكة الوثيقة مع ولي العهد (الأمير) نايف في منصبه الجديد». وذكرت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية أمس أن إشراف الأمير نايف بن عدبالعزيز على جهود بلاده لمكافحة الإرهاب جعل السعودية «الدولة الوحيدة التي نجحت حقاً في تفكيك شبكة محلية لتنظيم «القاعدة» طبقاً لما قاله الخبير في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي كريستوفر بوسيك. وأشارت وكالة «أسوشتيد برس»، في برقية من الرياض إلى أن الأمير نايف عرف عنه حزمه وصرامته حيال المتطرفين. وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن الحملات التي شنتها قوات الأمن السعودية تحت إشراف الأمير نايف بن عبدالعزيز بعد تعرض البلاد لهجمات إرهابية دموية خلال الفترة 2003 – 2006، أسفرت عن سحق تنظيم «القاعدة» وفرار قادته وعناصره إلى اليمن. وأشارت إلى جهود وزارة الداخلية السعودية في مكافحة تمويل الإرهاب وضبط التبرعات للجمعيات الخيرية. وكتبت: «يؤكد عدد كبير من السعوديين اطمئنانهم تجاه تسلم الأمير نايف زمام الأمور بسبب قدرته على الإمساك بالملف الأمني بشكل جيد». واستمر أمس (الجمعة) تدفق المعزين على قصر العزيزية في الرياض، حيث استقبل مساعد وزير الدفاع والطيران الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز ضباط وموظفي وزارة الدفاع والطيران، وحشداً من المواطنين، قدموا للعزاء في فقيد السعودية والعالم العربي والإسلامي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. واستمر توافد الموُاسين إلى سفارات السعودية في أرجاء العالم. كما أقيمت صلاة الغائب على الفقيد في مساجد لبنان بعد صلاة الجمعة، وفي مقر السفارة السعودية في برلين، وفي مساجد البوسنة والهرسك. وقالت رئيسة وزراء استراليا جوليا غيلارد، في تعزيتها لخادم الحرمين الشريفين، إن ذكرى الأمير سلطان بن عبدالعزيز «ستبقى حيّة بأعماله وإنجازاته في مجالات التنمية في المملكة وفي دوره في تعزيز المكانة القيادية البارزة للمملكة على الصعيدين الإسلامي والعالمي».