ولي العهد السعودي الجديد الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، والذي عينه الملك عبدالله خلفاً للأمير الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد؛ ليس بالبعيد عن المنصب، فهو النائب الثاني ومن أشهر وزراء الداخلية عالمياً. ولي العهد الجديد معروف بعشقه لرياضة الصيد بالصقور، وركوب الخيل، وهو قارئ نهم في كتب السياسة والتاريخ والأدب، رغم توليه جبهة في غاية الحساسية، "الأمن الداخلي لبلاده"، خصوصاً باعتبارها هدفاً للإرهاب منذ عقد من السنوات، خرج منها بسياسة تصدي وتذويب وتجفيف اعترف بها عالمياً كنموذج فريد وناجح. ووفقا لتقرير نشرته العربية , يعد نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية السعودي، ولي العهد الجديد، والرئيس الفخري لوزراء الداخلية العرب؛ أول تعيين لولي عهد في تاريخ السعودية يقر من هيئة البيعة. ولد عام 1933ه، ويبلغ عمره الآن 78 عاماً، ويعده المراقبون أفضل من سعى لتحقيق مستوى للتعاون الأمني العربي، ويحسب له إنجاز الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة من قبل وزراء الداخلية والعدل العرب. ويتولى الأمير نايف مسؤولية وزارة الداخلية في المملكة منذ أكثر من 35 عاماً، وفي العام 2009 عيّن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأمير نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وأدار الأمير نايف البلاد في كثير من الأوقات خلال هذين العامين بسبب مرض الملك، وولي عهده الراحل. ولي العهد السعودي الجديد هو الابن ال23 من أبناء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود الذكور من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري. وقد بدأ حياته السياسية وكيلاً لإمارة منطقة الرياض في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، ومن بعدها أميراً لمنطقة الرياض في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وعهد الملك سعود بن عبدالعزيز، ونائباً لوزير الداخلية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، ونائباً لوزير الداخلية برتبة وزير في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، ووزيراً للدولة للشؤون الداخلية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، ثم وزيراً للداخلية منذ بداية عهد الملك خالد بن عبدالعزيز وعهد الملك فهد بن عبدالعزيز وعهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى تقلده منصب وزير الداخلية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصولاً إلى الثقة الملكية بتعيينه ولياً للعهد. ويرأس الأمير نايف الكثير من اللجان، فهو الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، والرئيس الفخري لجمعية العلوم والاتصال في جامعة الملك سعود في الرياض، والرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين، والرئيس الفخري للجمعية السعودية للإعلام والاتصال، ورئيس لجنة الحج العليا، ورئيس اللجنة العليا للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث سيول جدة. تجربة رائدة غير أن أبرز ما يحسب له على الإطلاق أعماله في مكافحة الإرهاب، إلى جانب التصدي بالطريقة التقليدية، ومن خلال تنفيذ برنامج المناصحة للموقوفين تحت التحقيق قبل أن يحاكموا، والثاني يعنى برعاية الموقوفين بعد قضاء المحكومية في مساكن خاصة. إذ تتاح فرص الزيارة وقضاء يوم كامل مع الموقوف، ويشمل البرنامج التأهيل النفسي والعملي لإعادة دمج الموقوفين في المجتمع. وقد أشاد بهذا البرنامج مجلس الأمن الدولي وذلك بعام 2007، حيث ثمن الجهود السعودية في تأهيل ومناصحة الموقوفين، ودعا إلى تعميمها عالمياً والاستفادة منها. كما أن للأمير نايف الفضل في إنشاء عدد من الكراسي والمعاهد المتخصصة في عدد من الجامعات المحلية والدولية، مثل معهد الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للبحوث والخدمات الاستشارية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وقسم الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو في جمهورية روسيا الاتحادية، وكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود في الرياض. ومن جانب آخر، فهو حاصل على الدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة شنغ تشن في جمهورية الصين الوطنية في 17 شعبان 1399، والدكتوراة الفخرية في القانون من كوريا الجنوبية، و الدكتوراة الفخرية من جامعة أم القرى في السياسة الشرعية، والدكتوراة الفخرية من جامعة الرباط في جمهورية السودان، والدكتوراة الفخرية من الجامعة اللبنانية. بالإضافة لجائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009 من الكونجرس الطبي الدولي في بودابست، وجائزة المانح المتميز للأنوروا من وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. رياضي منتظم ويعرف الأمير نايف بحلمه اللامحدود، وحزمه في نفس الوقت، وكرمه وقربه من الشعب واستماعه له بكل هدوء، وتقبله الأمور بكل رحابة صدر وحكمة، والتماسه لحاجة المواطن بشكل مستمر وفي كل وقت. كما يتمتع بشخصية قيادية فذة متعددة الجوانب، وذات نفوذ على المستوى الداخلي والخارجي. ويعتبر متحدثاً حصيفاً ومحاوراً قوياً، واشتهر بمؤتمراته الصحفية ولقاءاته الإعلامية التي غالباً ما تفتح ملفات جريئة مع شفافية الإجابة القادمة دون أي تحفظات. ويقول عنه حفيده عبدالعزيز بن سعود، إن الأمير نايف يرى أن لا شيء أغلى من أن يقدم الإنسان روحه ويضحي بحياته في أشرف مهمة، وهي الدفاع عن العقيدة والوطن، مضيفاً: "هو يعشق القنص وركوب الخيل والاهتمام بتربيتها، ويحب القراءة والاطلاع، فهو قارئ نهم لا يمل الاطلاع، كما أنه يمارس الرياضة بشكل يومي منتظم، خصوصا السباحة التي يمضي فيها ما بين 40 إلى 60 دقيقة يومياً". ويقول كريستوفر بوسيك، الباحث في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن تعيين الأمير نايف ولياً للعهد سيكون "خطوة طبيعية"، فهو النائب الثاني لرئيس الوزراء. وأضاف أن "الأمير نايف تقلد منصب وزير الداخلية في البلاد منذ عام 1975، وخلال وجود الأمير نايف في منصب وزير الداخلية، أشرف على جهود المملكة في مكافحة الإرهاب. السعودية هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي فككت بالفعل شبكة محلية لتنظيم القاعدة".