أطلقت مجموعة من النشطاء في السعودية ومصر مبادرة للتآخي بين الشعبين، بعد تدهور العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة، بسبب اتهام مثقفين مصريين للمملكة بالدفاع عن مبارك والوقوف في وجه الثورة المصرية خوفا من انتقالها إلى دول الخليج وعلى رأسها السعودية، فيما رفض مثقفون سعوديون تلك الاتهامات واعتبروها ابتزازا مصريا للمملكة يتكرر بين الحين والآخر. ودفع الهجوم على السفارة السعودية بالقاهرة بعد اقتحام السفارة الإسرائيلية، بعض النشطاء في البلدين إلى التحرك فورا لوقف تدهور العلاقات، وإعلان مبادرة التآخي السعودية المصرية، وسرعان ما وجدت الفكرة ترحيبا كبيرا في البلدين على المستويين الشعبي والرسمي، ووصل عدد أعضاء هذه المبادرة إلى 300 عضو تقريبا حاليا، من مختلف المهن والتخصصات. وخلال مدة وجيزة نجحت المبادرة في حل بعض المشكلات التي تتنافى وخصوصية وعراقة العلاقة بين أكبر شقيقتين عربيتين هما مصر والسعودية. سعودى.. صاحب المبادرة محمد الرشيد- رجل أعمال سعودي- مقرر مبادرة التآخي بين الشعبين السعودي والمصري، يؤكد في تصريح خاص ل" العربية.نت" أن فكرة المبادرة ولدت يوم الهجوم على السفارة السعودية في القاهرة الشهر الماضي، عقب الهجوم على السفارة الإسرائيلية في التاسع من سبتمبر/ أيلول. وقال: "حقيقة ذهلت مما يحدث.. وتساءلت كيف تصل العلاقة بين أكبر شقيقتين عربيتين إلى هذا المنحى؟ وعلى الفور فكرت في إنشاء مؤسسة اجتماعية تتولى تقريب وجهات النظر ونبذ الخلافات وحل مشكلات أبناء البلدين، بعيدا عن التظاهر والسباب وبالأطر الشرعية والقانونية لحلها بدلا من تراكمها." وأوضح الرشيد: "أطلقت المبادرة مع بعض الاصدقاء ، وانضم لها على الفور العديد من الشخصيات الفاعلة في البلدين، منهم مرشحون لرئاسة الجمهورية وأمراء وسفراء وأساتذة جامعات ووكلاء نيابة وصحفيون وقانونيون ورجال أعمال ومن شتى المهن والتخصصات، وقد وصل عددهم والحمد لله إلى 300 عضو تقريبا، 100 سعوديون و200 مصريون، ثم دشنا موقعا على "الفيسبوك يحمل اسم "مبادرة التآخي بين الشعبين السعودي والمصري". وقف التظاهر وحول نشاط المبادرة وجهودها الفترة الماضية، يكشف الرشيد أن أعضاء المبادرة، استطاعوا أن يقنعوا بعض المحتجين أمام السفارة السعودية في القاهرة بأن ينهوا وقفتهم وأقنعنا البعض الآخر بضرورة عدم المشاركة في مثل هذه الوقفات وأن يسلكوا الطرق القانونية المعتمدة لدى المملكة في الوصول لحقوقهم، وسمينا لهم محامين "أعضاء في المبادرة" ليتولوا قضاياهم أمام الجهات المعنية في المملكة، كما تمكنت المبادرة من إلغاء بعض من الوقفات الاحتجاجية الأخرى، ووصلنا لتفاهم مع المحتجين على عدم التعرض - أثناء وقفاتهم - لقيادات البلدين ورموزها بسوء، ونعمل على إيقاف اعتصامات أخرى تتم الدعوة إليها الآن وقد تمت تغطية جهودنا هذه إعلامياً من جهات متعددة. وعن برنامج زيارات أعضاء المبادرة الفترة المقبلة، قال الرشيد: "نحن نرتب الآن للقيام بزيارات تعريفية من قبل أعضاء المبادرة لبعض الرموز المجتمعية والقيادية في جمهورية مصر العربية ..كما نرتب لزيارات مماثلة لشخصيات سعودية مقيمة في مصر، ونقوم بالتنسيق لإيجاد أماكن ومقرات وطرق اتصال خاصة تقوم باستقبال وتوجيه المواطنين من البلدين ومساعدتهم في كل ما قد يعترضهم من مشكلات وذلك في نطاق قدراتنا التطوعية. السبل القانونية وعن حل مشكلات بعض المصريين في المملكة، يؤكد مقرر مبادرة التآخي بين الشعبين السعودي والمصري، أننا وجدنا رجلا يشن هجوماً شديداً أمام السفارة السعودية بالقاهرة ، والرائي له لأول وهله يظن أنه من الصعب السيطرة عليه وإقناعه بعدم التظاهر أو التعرض للوطن ولرموزه ، واستطعنا أن نقنعه بذلك ،ولم يتطلب الأمر سوى توجيهه للسبل القانونية التي من الممكن أن يتبعها في "داخل" السعودية لينال حقه.. قلنا له سنسمي لك محام سعودي يرفع لك قضية في ديوان المظالم في السعودية لتسترد حقك الذي تدعيه.. على أن تكف عن التظاهر والتعرض للوطن ولرموزه ..فوافق مشكوراً، ويضيف كما استجابت إحدى المشاركات الفاعلات في الاعتصام لطلب المبادرة وفضت الاعتصام وانصرفت من أمام السفارة. سألنا الرشيد عن أشهر الأسماء أعضاء المبادرة، فأجاب: هناك أسماء عديدة أبرزها: الدكتور عبدالله الأشعل وعبدالخالق بن علي الصقير والدكتور عبد العزيز بن مبارك الدجين. وخالد بن عبدالعزيز البليهد، ود.هشام بن أحمد سرور.وأشرف عماره. ومحمد الربيعة. ومعاذ علي فرماوي ومحمد موافي. وأسامة عبد الرحيم حسين وبدر بن فارس التمياط. ومحمد السيد أبوزيد وخالد زيدان عبدالجواد وحسن بن ناصر اليمني ومحمد بن علي المقحم ومحمد السيد أبو زيد وعلي بن عبدالرحمن البكري وهشام عاطف عبدالعزيز غلاب وعصام الدين أبوبكر محمد وأبو لُجين إبراهيم. وعبدالله الصبيحي. ود.أحمد البرماوي. وفهد بن محمد القحطاني. و م.محمود أبوالعلا رفاعي. وم.فراس بن مسفر الغامدي. خصوصية العلاقات ويرى الرشيد أن إنشاء مبادرة التآخي بين الشعبين السعودي والمصري واجب وطني، إيماناً بواجبنا الديني والوطني تجاه أمتنا العربية والإسلامية وتعزيزاً للعلاقات التي تربط بين الشعبين الشقيقين في كل من السعودية ومصر، وتصدياً للمحاولات الرخيصة الصادرة من أطراف مشبوهة للنيل من طبيعة وخصوصية العلاقة بينهما، وجاءت المبادرة انسجاماً مع توجهات القيادتين في البلدين، وتيمناً بسنة المصطفى "صلى الله عليه وسلم" عندما آخى بين المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم ، ومستذكرين لقول المولى عز وجل: (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) صدق الله العظيم. وحول اهداف انشاء مبادرة التآخي بين الشعبين السعودي والمصري، يوضح الرشيد، أن هناك أهدافا عديدة للمبادرة، ابرزها التصدي للمؤامرات التي تحاك للوقيعة بين الشعبين الشقيقين بالطرق والوسائل المشروعة، و رفع درجة الوعي لدى مواطني البلدين والتأكيد على ضرورة عدم الخلط بين الخاص والعام ،وعدم تعميم المشاكل الفردية وعلى عدم الانجرار وراء المرجفين وأصحاب الأجندات الخاصة الذين يحاولون ضرب العلاقة الوطيدة بين البلدين، و العمل على إيجاد حلول توافقية للخلافات الفردية التي قد تنشأ بين مواطني البلدين ، كخلافات العامل مع صاحب العمل أو المستأجر مع المؤجر.. إلى آخره، والحرص على إبقاء هذه الخلافات في إطارها العادي الفردي بعيداً عن العلاقة المميزة والخاصة بين شعبي البلدين، ومساعدة مواطني البلدين وتقديم المشورة لهم وذلك ضمن قدراتنا وإمكاناتنا التطوعية، والتنسيق مع الجهات المختصة حول كل ما يواجه مواطني البلدين من صعوبات وإيصال صوتهم للمسئولين، وذلك لحل جميع الإشكالات في مهدها، وبالتالي تفويت الفرصة على من يريد استغلال هذه الحالات الفردية للنيل من سمعة العلاقة المميزة بين الوطنين والشعبين، واخيرا المساهمة في كل ما من شأنه تقوية وترسيخ العلاقات بين الشعبين والبلدين الشقيقين تحت رعاية القيادتين في البلدين الشقيقين. وحول اهمية انشاء المبادرة في الوقت الحالي، يؤكد مقرر المبادرة ان الوقت الحالي استثنائي في تاريخ الامة، حيث نرى بعد الثورات في بعض الدول العربية، محاولة اعداء الامة تقسيمنا الى عدة دويلات، بدلا من ان نصبح امة واحدة ،وبالتالي نحن في اشد الاحتياج الى الوحدة لا الفرقة ، والوحدة بين السعودية ومصر هي اساس الوحدة في العالم العربي والاسلامي.