بعد أيام قليلة من مطالبة الإمارات العربية المتحدةلإيران بإنهاء احتلال جزرها الثلاث في الخليج العربي، جاء الرد الإيراني ليؤكد أن هذه الجزر إيرانية وستبقى كذلك للأبد. وأدانت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي في إيران ما اعتبرتها "مزاعم الإمارات" حول ملكية الجزر الثلاث (طنب الكبرى, طنب الصغرى، وأبوموسى)، معتبرة أنها جاءت بأمر وإملاءات من القوى الأجنبية، حسب ما جاء في وكالة أنباء فارس اليوم السبت. كما أفادت "فارس" بأن كاظم جلالي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي، ندد بتصريحات المسؤول الإماراتي في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الجزر الثلاث، وتابع: "هذه التصريحات هي قضية أمليت عليه من قبل القوى الأجنبية التي تخطط لإبقاء الخلافات والتوترات قائمة على الدوام في منطقة الشرق الأوسط". تحكيم دولي وكانت الإمارات جدّدت عبر كلمتها في الأممالمتحدة، والتي ألقاها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، مطالبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالدخول في مفاوضات جادة ومباشرة بين البلدين أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، في ضوء استمرار ما وصفته احتلالاً غير مشروع لجزر الإمارات الثلاث. كما أعربت الإمارات عن بالغ قلقها إزاء عدم إحراز أي تقدم حتى الآن في الاتصالات المباشرة والإقليمية والدولية التي أجريت مع إيران من أجل تحقيق حل سلمي عادل ودائم، في وقت أكد فيه جلالي أن هذه الجزر إيرانية وستبقى إيرانية للأبد، وسنقطع أي يد تتجاوز عليها. احتلال الجزر الثلاث يذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بمحاولات ومساع شتى من أجل التوصل إلى طرق سلمية لإنهاء ملف الجزر الثلاث، منذ أن أقدمت إيران في 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1971 على التوغل العسكري واحتلال الجزر العربية الثلاث. وكانت الدبلوماسية الإماراتية تسعى جاهدة الى إنهاء هذا الاحتلال بكافة الطرق والوسائل السلمية، ومنها قبول الرجوع للمحاكم والمؤسسات الدولية، ولكن على النقيض من الموقف الإماراتي السمح والسلمي كان الموقف الإيراني الذي غلب عليه طابع التناقض في المواقف والتصريحات ومتشدداً يرفض كل المبادرات الاماراتية، الأمر الذي أدى الى تعقيد المشكلة والتقليل من فرص حلها. ومن ثوابت سياسة دولة الامارات في النزاع القائم بينها وبين الجمهورية الايرانية حول الجزر العربية الثلاث أن هذه الجزر عربية الأصل، وهي جزء لا يتجزأ من تراب دولة الإمارات العربية المتحدة، وأنها محتلة عسكرياً من طرف إيران، وأن عليها واجب استرجاعها بكافة الطرق والوسائل السلمية، وهذه الثوابت الاربعة تكشف بجلاء وضوح موقف الامارات من أزمة جزرها الثلاث المحتلة سواء من حيث الهدف أو الوسيلة.