يتّبع الشعراءَ الغاوون، أمّا الروائيون فلهم شأن آخر هذه الأيّام في السعودية، فقد ارتفعت أنجم الرواية السعودية حتى دعت ناقدا وأديبا وشاعرا بحجم حامد بن عقيل, إلى خوض غمار كتابة الرواية، حيث فاجأ بن عقيل أوساط المتابعين قبل شهرين من الآن بإصدار روايته (الرواقيّ), التي تزامنت بأعجوبة مع تمهيدها الذي جاء فيه: \"ماذا يعني كل هذا المطر هذا المساء بالذات؟ انتهيتُ من الكتابة لتغرق جدة في مطر وحشي، من النادر أن أصادف مطرها الذي لا يأتي إلا بهذه الطريقة المفاجئة والحاملة للوعيد.. جدة مدينة ملعونة وسيغرقها الله بطوفان كطوفان نوح, لا، لا.. نوح دعا ربه ألا يتكرّر الطوفان أبداً\"، \"وتسونامي؟\"، \"ستغرق جدة ولكن بهدوء شديد وببطء، سننام طويلا وحين نستيقظ تحت الماء سنجد أنفسَنا مع الكائنات البحرية ونختنق.. كنتُ أضع المخطوط تحت كيس بلاستيكي، وأقف على الرصيف المقابل لسوق غراب بطريق المدينة، ما زال الوقتُ مبكرا على موعدي مع الناشر، الوقت الآن هو المغرب أو قبله بقليل، لا أدري فالسماء ملبّدة بالغيوم، وأنا أقف في انتظار سيارة أجرة لم يحجب الماء عن قائدها, حقيقة أن هناك رجلا مبللا يقف شبه مقوّس ليحمي مخطوطته من الماء والضياع، وليحمي نفسه مما لم يكن واثقا أنه شاهده أو سمع به على الإطلاق\".