تهفو قلوب ملايين المسلمين لتقبيل الحجر الأسود، خلال الطواف بالكعبة المشرفة، مما يشكل عقبة كبيرة أمام عملية تنظيمهم التي يقوم بها حارس الحجر الأسود، الذي يقضي وقت عمله واقفاً بجوار الحجر، ومحاولاً إتاحة الفرصة لهم لتقبيله دون أن يتسببوا في إصابة بعضهم من خلال التدافع. يتناوب على حراسة الحجر الأسود 12 رجل أمن من قوة أمن الحرم المكي الشريف يوميا، تتلخص مهمتهم في منع التدافع وتنظيم عملية التقبيل، مع إتاحة الفرصة للنساء أيضاً لتقبيل الحجر. ويحاول حارس الحجر، الذي يقف بالقرب منه فوق عتبة الكعبة، متعلقاً بحبل مشدود فوقه، أن يدفع الناس عن الارتقاء للكعبة أو الصعود فوق الحجر رغم الكثافة الكبيرة من الراغبين في تقبيل الحجر. ونظرا لأن المهمة شاقة وتتطلب الوقوف المستمر، جعلت قوة أمن الحرم المكي الشريف "الوردية" ساعة واحدة لكي يؤدي رجل الأمن مهامه على الوجه الأكمل ويستريح ثلاث ساعات، ثم يعود مجدداً لحراسة الحجر. ويشير أحد حراس الحجر إلى أن تقبيل الحجر ضرورة لدى كثير من المعتمرين والزوار الذين ينطلق بعضهم إلى الحجر مع التسليمة الأولى لإمام الحرم الشريف عقب كل صلاة وقبل ان يفرغ الإمام من أداء الصلاة، مبينا أن حارس الأمن ورغم أنه يقضي ورديته واقفا ومعلقا، إلا أنه يشعر بالراحة والسعادة معا للدعاوى التي يحصل عليها ممن يقبلون الحجر وخاصة النساء اللاتي تتاح لهن الفرصة للتقبيل في غير أوقات الصلوات، لافتا النظر إلى أنه قبيل الأذان يتم تنظيم عملية تقبيل الحجر للرجال لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأشخاص خاصة في المدة التي مابين الأذان والإقامة. ويؤكد أستاذ الحضارة والآثار الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور عدنان الحارثي أن الحجر الأسود قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه حجر من السماء، ومن أحجار الجنة، و نبي الله إبراهيم طلب من إسماعيل عليه السلام أن يبحث له عن حجر ليكون بداية الطواف عندما شرعا في رفع القواعد من البيت لبناء الكعبة من جديد، وأخذ إسماعيل يبحث ولم يجد، خاصة أن مكة مقامة على كتلة هائلة من الصخور الجرانيتية النارية المتحولة، التى حينما تتداخل تشكل مساحة كبيرة جدا، وأغلب جسم الكعبة مبني من هذه الصخور، فلما تعب إسماعيل رجع لأبيه وقال لم أجد حجرا مختلفا نجعله بداية الطواف فقال له إبراهيم "لقد أتاني به من هو خير منك، أتأني به جبريل عليه السلام".