خمسة ملايين ريال لم تكن ثمناً لمجمع أو أرض عقارية ضخمة، بل هي إيجار لمساحة صغيرة للجنة طوافة حجاج، حيث لم تعد مهنة الطوافة مهنة يقصد بها الأجر من الله ومن ثم كسب لقمة العيش، بل مزايدة يشارك فيها المطوفون للحصول على أرقام مميزة لاختيار الأماكن المناسبة لهم في المشاعر المقدسة. المطوف أمين محمد أمين سيف الدين، مطوف أوقف عن ممارسة عمله، خلال موسم حج هذا العام 1430ه، لأسباب غير معلومة (حسب رأيه الشخصي)، وكل ما يعلمه -حسب روايته- أنه حصل على تقدير (جيد) من قبل المؤسسة التي يتبع لها والتي أوصت بإيقافه -حسب إفادة وزارة الحج- في حين أكد عدم حصوله على إجابة شافية حول المعايير التي تحكم عمل المطوف، ولم يخضع لأي استجواب أو مساءلة أو إشعار كتابي بإيقافه عن العمل. وأشار المطوف سيف الدين في حديثه إلى عدم وجود أنظمة ثابتة قد يحتكم لها حيث تنفرد كل مؤسسة بنظام لها غير مطبق لأي مؤسسة طوافة، مبيناً أن المؤسسة التي ينتمي لها تجري مزايدات ومناقصات على أرقام المكاتب التابعة لها، وهي في الحقيقة مزايدات على مواقع الأراضي في المشاعر المقدسة (مِنى وعرفات)، حيث يحق لصاحب الرقم واحد اختيار الموقع المناسب له أولاً، ثم الرقم الذي يليه، مؤكداً وجود مزايدة على بيع الأرقام تجاوزت أسعارها خمسة ملايين ريال، والتي تضطر المطوفين إلى رفع أسعار خدماتهم لتغطية تكاليف خسائرهم. ويسأل سيف الدين عن دور وزارة الحج في الإشراف على مؤسسات الطوافة، والتي لا تقف معهم في أمور تظلمهم، وتكتفي بإحالة شكواهم للمؤسسة التي ينتمي إليها والذي قدّم هو شكواه ضدها.