تحتاج وزارة الحج إلى طائرة هليكوبتر يستخدمها وزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي ليطلع على أحوال مؤسسات الطوافة مع المطوفين والمطوفات... يكشف من أعلى ليرى الصغير والكبير وماذا فعل الأخير بالأول، وآثار ذلك على الحاج والمعتمر وتداعياته على مجمل الحجاج والمعتمرين. يمكن المسؤول - بل أي فرد - أن يركب مروحية... سمتية، سمّها ما شئت، حتى وهو في مكتبه. استخدم الخيال قليلاً، إذا استعصت عليك مشكلة لئلا تتحول لجزء منها، أقلع وانظر للقضية من فوق ستجدها أكثر صغراً، وسترى مواقع الأطراف ومن يحاصر الآخر. ومن الخطأ الاستمرار بالطريقة البيروقراطية القديمة، إحالة الشكوى لمن قدمت بحقه الشكوى! ليتم حفظها أو تذهب لفرامة الورق... مع اتصال ساخر. يستطيع وزير الحج أن يحدث فرقاً، وعلى رغم كثرة ما كتب عن مؤسسات الطوافة وشكاوى المطوفين منها لم نَرَ تجاوباً يذكر من الوزارة، ربما لكونها تحيل القضية إلى الجهة الخطأ، ركوب الطائرة السمتية يخرج المسؤول من الدائرة الروتينية شريطة الاختيار الجيد للمرافقين؟ تصلني رسائل من مطوفين ومطوفات كبار وصغار كلهم يشتكون المؤسسات، آخرها رسالة من المطوف أمين محمد أمين سيف الدين. لنشرح المسألة للبعيدين عن مهنة الطوافة ومؤسساتها، تتم إقامة مزايدة على أرقام هي في الحقيقة مزايدة على اختيار مواقع الأراضي في المشاعر المقدسة. وبلغ إجمالي آخر مزايدة مبلغ مئة مليون ريال، ويحق لصاحب المكتب الذي اشترى الرقم 1 اختيار الموقع الممتاز، «وصل سعره أخيراً إلى خمسة ملايين ريال!»، فإذا كان عدد الحجاج المخصصين لكل مطوف محدوداً فهذا يعني أنه سيسترجع ماله مع الأرباح على حسابهم، مثل أن يبيع «كاسة» الماء بعشرين ريالاً! هل يستقيم هذا الوضع مع كل ما تفعل الدولة من جهود وأموال تصرف لراحة الحجاج والمعتمرين، أم أنه يضر بسمعتنا وتتبخر جهود الدولة؟ هذا مجمل الصورة. الآن نهبط في طيران منخفض لنتفحص قصة المطوف أمين، اشترى الرجل رقماً وكانت المفاجأة أن تم إيقافه لأنه لم يحصل إلا على تقويم «جيد»، ولا يعرف من يقوّم، الوزارة تقول إنها مؤسسة الطوافة والأخيرة تقول إنها الأولى، تم بيع رقمه بالمزاد أمام عينيه، قدّم شكوى للوزير فاتصلت به مؤسسة الطوافة لتخبره بنتيجة الشكوى!! الحفظ، وفوق ذلك قيل له «سنة وتعدي! بس انتبه لا تشتكي لأنه سوف تمضي السنة وأنت ما انتهيت ولن نعطيك مكتباً العام المقبل إذا اشتكيت». فهل مؤسسة مطوفي حجاج آسيا جزء من مكتب الوزير؟ وأسأل هنا أين هيئة الرقابة والتحقيق؟ أما الاقتراح للإخوة المطوفين والمطوفات إذا لم تنصفهم الوزارة عاجلاً، فهو أن يتوجهوا إلى رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز... فلن يخيّب ظنهم. www.asuwayed.com