طالب المشاركون في ملتقى «عكاظ» الإعلامي بعنوان «خدمة الحج: مسؤولية وطن ومهمة شرف»، بتطبيق اللائحة الجديدة لمؤسسات الطوافة لتتواكب مع تطور خدماتها لضيوف الرحمن، مشيرين إلى أهمية صيانة الخيام المطورة لتتم الاستفادة منها باستمرار، وانتقدوا ضعف المتابعة والمراقبة لمشروع 36 ألف دورة مياه في المشاعر المقدسة، ما تسبب في عدم الاستفادة من دورات المياه في موسم الحج المقبل، مشيرين إلى أن توزيع المباني الجديدة لدورات المياه تم بعشوائية، ولم يؤخذ رأى مسؤولي مؤسسات الطوافة لتحديد مناطق الاحتياج وتنفيذها وفق مخطط هندسي لضمان التوزيع المتوازي في كافة مناطق المشاعر، وعارض المشاركون مقترح تحويل مؤسسات الطوافة إلى مؤسسات مساهمات مفتوحة. «عكاظ»: أكدت وزارة الشؤون البلدية والقروية جاهزية 10 آلاف دورة مياه ستتم الاستفادة منها خلال موسم الحج؟ كيف تقيمون هذا المشروع وهل سيساهم في إنهاء مشكلة نقص دورات المياه في المشاعر؟ المطوف عبدالواحد برهان سيف الدين: للأسف كانت المتابعة ضعيفة لإنجاز مشروع دورات المياه وتفاجأنا بأنها لا تعمل، ولدينا 17 دورة مياه واقعة داخل نطاق مواقع مؤسسة مطوفي حجاج إفريقيا غير جاهزة، في وقت نحتاج فيه لتشغيل دورات مياه في هذا العام، وقد بدأ المقاول في تنفيذ المشروع منذ بداية العام الحالي، وكان من المفترض أن يبدأ منذ العام الماضي، كما أن المقاول لم ينفذ المشروع وفق الخطة المرسومة، فالدولة وضعت ميزانية لتطوير مرافق المشاعر المقدسة وتجب محاسبة المقاولين المقصرين. توزيع عشوائي: «عكاظ»: ماذا عن توزيع دورات المياه في المشاعر المقدسة؟ هل تم وفق رؤية واضحة المعالم يُراعى فيها مناطق الاحتياج؟ المطوف عبدالواحد برهان سيف الدين: توزيع دورات المياه في المشاعر المقدسة لم يرتكز على خطط هندسية بل تم التوزيع بطريقة عشوائية فبعض المناطق خصصت فيها قرابة 8 دورات مياه في مكان واحد، وبعض الأماكن لا توجد فيها دورة مياه، وهذه العشوائية في التوزيع تظهرها مواقع دورات المياه الجديدة في المشاعر. «عكاظ»: لا يخفى على الجميع الجهود التي تبذلها الدولة حيث إنها تضع خدمة ضيوف الرحمن في مقدمة الأولويات ولن تضحي بها فهي خط أحمر يجب عدم تجاوزه في أي حالة من الحالات! هل أنتم راضون عن الخدمات التي تقدمها مؤسساتكم لخدمة ضيوف الرحمن؟ المطوف عبدالواحد سيف الدين: نحن غير راضين عن مستوى الخدمات التي تقدم للحاج، ونطمح في تقديم خدمات متميزة لكننا نواجه صعوبات ومعوقات نتيجة تدني العوائد التي أٌقرت في عام 1397ه، وكانت آلية تقديم الخدمة في ذاك الوقت مختلفة عما هي عليه الآن، حيث كان كل مطوف يعمل بشكل فردي وبقدرات محدودة، بينما اختلفت الخدمة المقدمة في وقتنا الحاضر وارتفعت تكاليف تأمين احتياجات المخيمات ورواتب العاملين والموظفين في المؤسسات. «عكاظ»: لماذا لا تعمل مؤسسات الطوافة بصفة تجارية أسوة بمؤسسات العمرة؟ المطوف عبدالواحد سيف الدين: حينما تم إقرار نظام العمرة استبشرنا خيراً وقلنا هذا يسند قرار مؤسسات الطوافة، كونه حينما صدر أكد على أنه يحق للمطوفين ومؤسسات الطوافة أن تمارس أنشطتها، وأشار النظام إلى أحقية الشركة التي ستقدم الخدمة أن يكون لها سجل تجاري، لكن المؤسسات لم تستطع الحصول على سجلات تجارية، ما سبب لها معاناة، والمأمول لها أن يكون لها سجل تجاري لتقدم خدمات أفضل. مضاعفة المسؤوليات «عكاظ»: هناك اتهامات في ضعف الخدمة المقدمة من مؤسسات الطوافة، ما أدى لظهور مطالبات بتحويل الطوافة إلى شركات مساهمة لخدمة ضيوف الرحمن؟ المطوف زهير سدايو نائب: في حدود المسؤوليات والخدمات المناطة بنا فإننا نقوم بالواجب على أكمل وجه وراضون عنه، وطموحنا أن نرتقي ونقدم أعلى مستوى من الخدمات، لكننا نواجه صعوبات ناتجة عن النظام الذي أقر قبل 35 عاماً، وأضيفت لمؤسسات الطوافة مسؤوليات جديدة تحملتها بدون مقابل مادي، وما يحتاجه الحاج قبل 40 عاما يختلف عما يحتاجه الحاج اليوم من خدمات، ولاشك أن المسؤوليات تضاعفت بشكل مضطرد مع تغير متطلبات الزمان والمكان، أما خدمة التقييم فهي تتفرع إلى شقين شق مقصرون فيه والشق الآخر مكملون، فمن ناحية استقبال الحاج فهي قائمة على الوجه المطلوب، وأن المجتمع ينظر إلى مؤسسات الطوافة بأنها تؤدي جميع الخدمات بينما مسؤولية النقل والسكن ليست من مسؤولياتها، وإنما مسؤولياتها هي الإشراف والمتابعة وتجهيز المخيمات في المشاعر. تطور الخدمات د. عبدالإله بن محمد جدع: إن الخدمة في قديم الزمان كانت ضيافة، ومع تطور الخدمات في الحج أصبحت تشمل الإسكان والنقل وغيرها من الخدمات المتنوعة التي تقدمها المؤسسات، ففي وقتنا الحاضر ومع تزايد أعداد الحجاج حيث يصل إلى ميناء الملك عبدالعزيز الإسلامي يومياً أكثر من 80 ألف حاج، ويواجه مكتب الوكلاء الموحد إشكالية في تحميل أمتعة الحجاج في الباصات ويفترض أن تكون هناك آليات إلكترونية متطورة تقوم بحمل الأمتعة وتحميلها بشكل أسرع، ونحن راضون عن الخدمات التي تقدم وفق ما هو متوفر من آليات. المطوف طارق محمد عنقاوي: تتولى المؤسسات تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وتتسابق في تنافس للظفر بشرف الخدمة وجميع المطوفين يوقنون بأن عملهم في خدمة الحجاج عبادة وطاعة يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى طلبا للأجر والمثوبة، ولا يعمل المطوفون بحثا عن المردود المادي، فالمطوف يسهر الليالي بغية أجر الحاج، ولن يستطيع أحد أن يتحمل ما يتحمله المطوف من عناء وتعب ومشقة خلال أداء المهام المناطة به في خدمة الحجاج، ونأمل أن يتم التسريع في اعتماد تطبيق اللائحة الجديدة لترتقي المؤسسات بخدماتها وتضيف إلى ما حققته من منجزات في سبيل صناعة الحج. المطوف فيصل نوح: إن مؤسسات الطوافة تواجه معوقات أبرزها عدم صيانة الخيام المطورة في مشعر منى والتي مضى على تشغيلها 18 عاماً وما زالت في وضعها الحالي دون أن تشهد تحديثا أوتطويرا ولم تتم صيانة أجهزة التكييف والحاج يعاني من حرارة الجو. معالجة سلبيات الطوافة د. محمد السهلي: جهود مؤسسات الطوافة مشكورة، إلا أن بعضها ترفض الاعتراف بأخطائها، وخدماتها دون المستوى المأمول، إلا أننا نسمع في كل عام أن مؤسسات الطوافة رصدت السلبيات لتتولى معالجتها لكننا نشاهد في موسم الحج من كل عام تكرارا لهذه السلبيات فما هي الإجراءات التي اتخذتموها للقضاء على السلبيات، وماذا عن الشكاوى التي تلقتها جمعية حقوق الإنسان في مواسم الحج الماضية؟. المطوف عبدالواحد سيف الدين: نحن لا ندعي الكمال في الخدمة المقدمة للحجاج وجميع العاملين في المؤسسات من المؤهلين ولدينا لجان للرقابة والمتابعة في كل مؤسسة من المؤسسات وأيضا لدى وزارة الحج لجان للرقابة والمتابعة ومن تثبت مخالفته للأنظمة تتم معاقبته، وهذه مهنتنا وسنحافظ عليها واختيار العاملين يتم بطرق علمية وتنظيمية وليس عشوائياً، ونحن مستعدون لتقبل النقد لأهميته. نراعي حقوق الإنسان «عكاظ»: هل مؤسسات الطوافة تراعي حقوق الحاج؟ المطوف عبدالواحد سيف الدين: مؤسسات الطوافة تراعي حقوق الإنسان فيما تقدمه من خدمات، وتراعي حقوق الحاج، ولا نرضى أن ينخفض مستوى الخدمات ونسعى عاماً بعد عام لتطوير الخدمات فالحاج يحظى بأولوية في جميع خدماتنا. «عكاظ»: ما هو دوركم في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في دعم المطالب المشروعة والمكتسبة للمطوفين ومخاطبة الجهات المختصة لمعالجة قضاياهم ؟ د. محمد السهلي: علاقة جمعية حقوق الإنسان ترتبط بحقوق الإنسان ولا علاقة لنا بأنظمة المؤسسات أو المطالبة برفع العوائد تجاه ما تقدمه من خدمات وتحجيم بعض الصلاحيات، هناك جهات قضائية وإدارية مسؤوليتها متابعة مثل هذه القضايا ويحق للمؤسسات اللجوء إليها. «عكاظ»: ما هي آليات العمل في توزيع وسقيا زمزم وهل هناك تنسيق وتعاون بين مكتب الزمازمة الموحد ومشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم؟ وما هي استعداداتكم لموسم حج هذا العام؟ الزمزمي سليمان أبو غلية: مكتب الزمازمة هو المكتب الوحيد الذي يقوم بسقيا الحجاج في مساكنهم في أكثر من 5800 مسكن، ونشير هنا إلى أن المطوفين والزمازمة أصحاب مهنة واحدة فهم يكملون بعضهم البعض رغم اختلاف طبيعة مهامهم، كما أن استعدادات هذا الموسم بدأت بعد نهاية الموسم الماضي، وتسير الخطة التشغيلية حسب توجيهات الوزارة بداية من خلال استقبال الحجاج في مراكز الوصول وتقديم عبوات زمزم، وتم التركيز على هذه الخدمة العظيمة منذ عام 1422ه فحينها بدأنا بإيصال ماء زمزم إلى جميع مساكن الحجاج، وبالتأكيد فإن مكتب الزمازمة الموحد يختلف في طبيعة عمله عن مشروع الملك لسقيا زمزم فهو يختلف من ناحية العبوات، ويؤدي مكتب الزمازمة بدور ليس بالبسيط وهو خدمة كافة الحجاج الذي يأتون إلى مكةالمكرمة. المشاركون: المطوف عبدالواحد برهان سيف الدين رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف ورئيس مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية. المطوف زهير بن عبدالحميد سدايو نائب رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا. محمد حسن قاضي الأمين العام للهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف. المطوف طارق محمد عنقاوي رئيس مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وإستراليا . الزمزمي سليمان أبو غلية رئيس مكتب الزمازمة الموحد. المطوف فيصل محمد نوح رئيس مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية. الدكتور عبدالإله بن محمد جدع عضو مجلس الإدارة والمتحدث الرسمي باسم مكتب الوكلاء الموحد. المهندس مهدي بن السيد صحره عضو مجلس الإدارة رئيس العلاقات العامة والإعلام بمؤسسة مطوفي حجاج إيران. المشاركون من خارج «عكاظ»: الدكتور فايز صالح جمال كاتب إعلامي وباحث متخصص في شؤون الطوافة. هشام كعكي كاتب إعلامي. الدكتور محمد السهلي عضو جمعية حقوق الإنسان . المشاركون من «عكاظ»: علي غرسان الزهراني المشرف على مكتب مكةالمكرمة. ماجد بن أحمد المفضلي سكرتير تحرير مكتب مكةالمكرمة. سلمان بن سالم السلمي محرر محمد سميح المقاطي محرر