وصف مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ تصريحات النائب الإيراني برويز سروري التي أطلقها مؤخرا مطالبا بمنع مواطنيه من السفر إلى المملكة لأداء العمرة بأنها مخالفة ومحاولة للصد عن سبيل الله ونشر الفتنة. وقال بحسب صحيفة عكاظ في عددها الصادر اليوم الخميس «الدولة يسرت وسهلت السبل وذللت الصعاب للمعتمرين ومكنتهم من العمرة بيسر وأمن وسهولة ولله الحمد، لكن الذين يطالبون بمنع المعتمرين من أداء العمرة مخطئون ومخالفون للحق ويصدون عن سبيل الله». وأضاف قائلا: «الدولة سهلت كل الطرق المؤدية لأداء العمرة ومناسك الحج، فليست هناك ضرائب أو تكاليف من هذا القبيل، فالأمور ميسرة والخدمات موفرة». وكان النائب الإيراني قد برر لمطالبته تلك بأنه ليس من الضروري أن يسافر الإيرانيون لتأدية العمرة لأنها مستحبة، إلا أن من الضروري التمسك بالعزة التي عبر بها عن القوة العسكرية بحسب زعمه. وزاد آل الشيخ بقوله:«هؤلاء يحاولون منع المعتمرين لما يريدونه من فتنة في قلوبهم على الأمة، وقد انطلقوا من مبدئهم الخبيث وآرائهم الضالة». ليس مبنيا على علم شرعي: ومن ناحيته, استنكر أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح السدلان هذه التصريحات، مبينا أن قول هذا النائب الإيراني ليس مبنيا على علم شرعي ولا على عقل يفيد صاحبه. وأضاف: العلم الشرعي يؤكد أنه لا ينبغي لمن أعطاه الله القوة والشجاعة والمال أن يتكبر على الآخرين ويزعم أن ما أعطيه يجعله يمتنع عن الآخرين، واصفا تلك التصريحات بأنها «دعوى وليس هناك قوة ولا منعة كما يقول». ويضيف «مع افتراضنا أن ذلك صحيح، فإن العقل يمنع أيضا من أعطي قوة وترسانة كما يزعم أن يتهدد الناس بقوته وترسانته لأنها لن تنفعه بشيء»، مشيرا إلى أن الوقائع التاريخية أثبتت غير مرة أن امتلاك العتاد ليس دليلا ومؤشرا على القوة والمنعة، فالرسول صلى الله عليه وسلم خرج لبدر ومعه 350 مقاتلا أو أقل ولم يكن معهم إلا فرسين وبعيرا واحدا والبقية كانوا راجلين يمشون على أقدامهم، فيما خرجت قريش بأشرها وبطرها وخمورها ولهوها تحارب الله ورسوله، ونحن نعلم وهم يعلمون أيضا ماذا حصل للمشركين في موقعة بدر ومن انتصر ومن هزم، وبهذا منحنا الله أكتاف المشركين قتلا وأسرا وغير ذلك، كما أن قوة المشركين الظاهرة والمصطنعة لم تمنع المسلمين دون القضاء على رقاب المشركين كما يتوهم هذا النائب الإيراني. وفي ما يتعلق بمطالبة النائب منع الإيرانيين من القدوم لأداء العمرة بحجة عدم التنازل والتكبر وعدم الخنوع كما يدعي، يقول السدلان إن «باب العمرة مفتوح فمن أراد أن يمنع نفسه فهذا الأمر عائد إليه، والمملكة لن تسأل عنهم وعن سبب عدم مجيئهم للعمرة؛ لأن الباب مفتوح لهم ولغيرهم وعليهم أن يخضعوا تمام الخضوع لأنظمة المملكة وشروطها ويحجوا ويعتمروا مثل غيرهم ومن أراد أن يخالف أو يتكبر أو غير ذلك فلا شأن للمملكة به لأنه من منع نفسه». وأضاف «كثير من المسلمين لا يستطيعون العمرة ولا الحج مع أن المملكة لم تمنعهم؛ وهذا عائد إلى أنهم غير قادرين على أداء العمرة والمجيء لهذا الغرض وبعضهم يمتنع لمرض وغيره فنحن لا شأن لنا بمن لم يحضر، نحن شأننا بمن حضر؛ فالحكومة والمواطنون جميعا يستقبلونهم ويرحبون بهم، وإن غابوا فإنما غابوا عن نصيبهم من الثواب العظيم والأجر الكبير».