كشف باحثون أمريكيون أن الأشخاص الذين يعانون ضعف السمع تزيد لديهم احتمالات الإصابة بالعته مع تقدم العمر. ولم تثبت الدراسة أن فقد السمع بذاته يسبب التراجع العقلي إلا أنهم يأملون أن تساعد الوسائل السمعية المساعدة على إيقاف المد المرتفع للعته. وشملت الدراسة التي قام بتمويلها المعهد القومي لتقدم العمر 600 حالة رجل وامرأة لفترة 12 عام، وقد خضع جميع المشاركين لإختبارات السمع عند بدء الدراسة ولم يكن لديهم أي أعراض العته في تلك المرحلة. وقال جراح الأذن بجامعة جون هوبكنز ببالتيمور الدكتور فرانك لين: "العته يمثل مشكلة مدمِّرة وانتشاره يتضاعف كل 20 عاماً، وأوضحت بعض الدراسات السابقة أنه لو أمكننا تأخير ظهور العته لعام واحد سنقلل من انتشاره بأكثر من 10% عام 2050". وأصيب ما يقرب من 9% من أفراد العينة بأشكال عدة للعته في أثناء الدراسة خاصة مرض الزهايمر، وتبيَّن أن كلما ساءت حاسة السمع لديهم زادت مخاطر الإصابة بالعته. وأكدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون فقداً جزئياً للسمع يجعل من الصعب عليهم متابعة حوار داخل مطعم صاخب، وتزيد لديهم فرصة الإصابة بالعته للضعف إذا ما قورنوا بالأشخاص الذين يتمتعون بسمع طبيعي وذلك مع قياس عوامل كثيرة مثل التقدم في العمر. وتزيد المخاطر ثلاثة مرات ممن يعانون فقد متوسط للسمع وخمس مرات لمن يعانون خللاً جسيماً في السمع. وأوضح لين أن ضعف السمع يزيد من مخاطر الإصابة بالعته إلا أنه عاد ليؤكد عدم اكتشاف الصلة بعد، وأشار لثلاثة تفسيرات محتملة، الأولى تقول باحتمال أن يشارك ضعف السمع العته في السبب، فكبار السن الذين يعانون صعوبة في السمع ربما يواجهون صعوبات إضافية للتواؤم مع تراجع الوظائف العقلية، كما أن العزلة الاجتماعية التي تنتج عن ضعف السمع ربما تعمل كذلك على حث العته. وقال لين: "نحن بحاجة لدراسة التقنية الخاصة بذلك وما إذا كانت وسائل السمع المساعدة يمكن أن تؤثر في تأخير ظهور العته". يُذكر أن حوالي 10% من الشعب الأمريكي فوق السبعين من العمر يعانون شكلاً ما من أشكال العته، وهذا الرقم معرض للزيادة في المستقبل القريب.