أشار باحثون من جامعة جوتنبرغ بالسويد إلى أن تناول جرعة صغيرة من الإسبرين يمكن أن تقي كبار السن من السيدات من الإصابة بالتراجع العقلي، خاصة السيدات اللاتي يعانين مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة. وفي دراستهم التي نشرت مؤخراً بجريدة BMJ, أشار الباحثون إلى أن الكثير من الدراسات السابقة بحثت في تأثير العقاقير المضادة للالتهابات على التراجع المعرفي والإصابة بالعته، ولكن قليلاً من الدراسات ركزت على تأثير الإسبرين على هذه الحالات. بينما يقترح الباحثون أن للالتهابات تأثيراً هاماً على تطور التراجع المعرفي وأمراض الأوعية الدموية، وأن جرعة صغيرة من الإسبرين يمكن أن تقي من أمراض الأوعية الدموية, لم تبحث أي دراسة في تأثير الإسبرين على الوظائف العقلية عند الأشخاص الذين يعانون مخاطر عالية للإصابة بأمراض القلب. وقام الباحثون في هذه الدراسة بمتابعة 681 سيدة ممن تتراوح أعمارهن بين 70 و92 عاما لفترة خمس سنوات. 129 سيدة من أفراد العينة كن يتناولن بالفعل الإسبرين بجرعة يومية تتراوح بين 75 و 160 ملليغراما. وبعد إخضاع أفراد العينة لتقييم أساسي تبين أن 601 سيدة منهن يواجهن مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية. وخلال فترة المتابعة خضعت السيدات لمزيد من الاختبارات المعرفية ومهارات التفكير بما في ذلك الاختبار الذي يشيع استخدامه بإنكلترا لتشخيص مرض العته. وقد أظهرت النتائج أن هناك تراجعاً معرفياً للسيدات أفراد العينة بشكل عام خلال سنوات المتابعة الخمس إلا أن الأمر كان بقدر أقل بين السيدات اللاتي يتناولن جرعة يومية من الإسبرين. ومن هنا خلص الباحثون إلى أن تناول جرعة صغيرة من الإسبرين بشكل يومي قد يكون لها أثر في حماية الخلايا العصبية عند كبار السن من السيدات اللاتي يواجهن مخاطر أعلى للإصابة بأمراض الأوعية الدموية. وصرح سيمون ريدلي، رئيس بحوث الزهايمر بالمملكة المتحدة معلقاً على الدراسة "تقدم هذه النتائج رؤية شيقة في أهمية صحة الأوعية الدموية على القدرة العقلية، إلا أننا لا ننصح الأشخاص بتناول الإسبرين دون استشارة طبيب لتجنب الإصابة بالعته". وأوضح أن الدراسة لم تجد دليلاً قاطعاً على فوائد الإسبرين في الحماية من العته. "إلا أننا نعلم أن المحافظة على صحة القلب بممارسة التمارين بشكل منتظم واتباع نظام غذائي صحي وعدم التدخين والمحافظة على ضغط الدم ومستوى الكولسترول يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالعته". وأشار ديدلي إلى أهمية عمل المزيد من الدراسات على عوامل الخطورة للإصابة بالتراجع العقلي، خاصة في بريطانيا بسبب زيادة الأعمار بين أفراد الشعب الإنكليزي.