قال البيت الأبيض الأمريكي: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أشاد بالإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ودعا إلى التعامل بهدوء مع المتظاهرين المعارضين للنظام في صنعاء. وأوضح بيان صادر عن الرئاسة الأمريكية أن أوباما اتصل هاتفياً بالرئيس اليمني الأربعاء للإشادة بالإصلاحات المهمة التي أعلنها الرئيس صالح في اليوم نفسه، وليطلب منه الوفاء بوعوده ويتخذ الإجراءات الملموسة. وأضاف بيان البيت الأبيض "طلب الرئيس أن تلتزم قوات الأمن اليمنية ضبط النفس وأن تمتنع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين الذين يمارسون حقهم في التجمع وحرية التعبير". وكانت مسيرات حاشدة لليمنيين خرجت في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية تطالب بالتغيير ومحاربة الفساد وإجراء إصلاحات سياسية جادة في البلاد. ووفقاً لموقع "بي بي سي" قال مراسلها: إن المحتجين رفعوا شعارات تطالب ب "وقف نهب الثروات الوطنية" في المسيرات التي قادها التكتل المشترك الذي يضم أكبر خمسة أحزاب معارضة يمنية، وفي المقابل سير الحزب الحاكم مسيرة تؤيد السلطة وما ورد في خطاب الرئيس اليمني الأخير. وتأتي هذه المسيرات وسط إجراءات أمنية مشددة. كما تزيد الأنباء الواردة من بعض المحافظات اليمنية عن تعرض مواكب المتظاهرين المنضمين للمعارضة لمضايقات أمنية ومنعها من الوصول إلى أماكن التظاهرات. كما تعرض أنصار المعارضة لتهديدات من أنصار الحزب الحاكم. هذا وقد أغلقت كافة المؤسسات التجارية أبوابها في العاصمة ومعظم عواصم المحافظات تحسباً لحدوث أعمال عنف. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أعلن أمس الأول الأربعاء انه لن يسعى لفترة ولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013. يذكر أن الرئيس صالح ما لبث يحكم اليمن منذ 33 عاما، إذ جاء إلى الحكم عام 1978. وعندما تحققت الوحدة بين شطري اليمن عام 1990، تولى صالح منصب رئيس اليمن الموحد. كما تعهد الرئيس اليمني بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه بعد انتهاء فترة ولايته. وقال الرئيس صالح في كلمة ألقاها في جلسة استثنائية عقدها مجلسا الشعب والشورى قبيل انطلاق تظاهرة كبيرة في صنعاء أطلق عليها "تظاهرة يوم الغضب": "لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، داعياً المعارضة إلى العودة للحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية. وأعلن الرئيس اليمني عن تجميد التعديلات الدستورية الأخيرة وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في أبريل القادم حتى يتم تصحيح السجل الانتخابي وهي النقاط التي كانت مثار خلافات حادة مع المعارضة طوال الأشهر الماضية. كما دعا الرئيس اليمني المعارضة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكشف عن برامج حكومية للحد من الفقر وتوفير فرص عمل لخريجي الجامعات وفتح باب الاكتتاب أمام المواطنين في عدد من المؤسسات الاقتصادية العامة. كما كشف الرئيس في خطابه عن توسيع صلاحيات الحكم المحلي وانتخاب المحافظين ومديري المديريات بشكل ديمقراطي.