تظاهر عشرات الآلاف من أنصار المعارضة اليمنية صباح أمس في صنعاء للمطالبة بإصلاحات ديموقراطية قابلتهم على بعد مئات الأمتار تظاهرة مماثلة لمؤيدي النظام. وسارت التظاهرتان في أجواء هادئة، إذ قام كل معسكر بتعبئة أنصاره في موقع مختلف: في ميدان التحرير للحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام)، وقرب جامعة صنعاء غرب العاصمة للمعارضة. وكان أنصار المؤتمر الشعبي العام تجمعوا في وقت مبكر في ميدان التحرير مرغمين بذلك متظاهري المعارضة الذين كانوا حددوا المكان نفسه لتسيير تظاهرتهم على تغيير مكان تجمعهم. ورفع أنصار المعارضة شعارات تنادي بتغيير النظام، فيما حمل مؤيدو الرئيس علي عبد الله صالح لافتات كتب عليها «لا للتخريب لا لإثارة الفتن». وتأتي هذه المسيرات وسط إجراءات أمنية مشددة. كما تزيد الأنباء الواردة من بعض المحافظات اليمنية عن تعرض مواكب المتظاهرين المنضمين للمعارضة لمضايقات أمنية ومنعها من الوصول إلى أماكن التظاهرات. كما تعرض أنصار المعارضة لتهديدات من أنصار الحزب الحاكم. هذا وقد أغلقت كافة المؤسسات التجارية أبوابها في العاصمة ومعظم عواصم المحافظات تحسبا لحدوث أعمال عنف. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد أعلن الأربعاء أنه لن يسعى لفترة ولاية جديدة. كما تعهد بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه بعد انتهاء فترة ولايته. داعيا المعارضة إلى العودة للحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية. وأعلن صالح عن تجميد التعديلات الدستورية الأخيرة وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في أبريل المقبل حتى يتم تصحيح السجل الانتخابي وهي النقاط التي كانت مثار خلافات حادة مع المعارضة طوال الأشهر الماضية. وفي أول رد على تصريحات الرئيس صالح، قال محمد السعدي مساعد أمين عام التجمع اليمني للإصلاح المعارض: «ننظر إلى هذه المبادرة على أنها تطور إيجابي، وننتطر الخطوات المقبلة.» وفي واشنطن أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بمبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التي اتخذها أمام مجلسي النواب والشورى بعدم التمديد لولايته أو التوريث، وذلك في اتصال هاتفي أجراه معه الأربعاء. إلى ذلك قال مصدر مطلع ل «عكاظ» إن اشتباكات وقعت بين متظاهرين مؤيدين لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم وآخرين من أنصار المشترك المعارض في محافظة الضالع وقاموا بقذف بعضهم بالحجارة، وقد سمع دوي رصاص ولم يعرف بعد ما إذا كانت هناك إصابات أو قتلى، فيما شهدت محافظات تعز وإب تظاهرة سلمية، وجرى تكثيف أمني في كل من صعدة وعدن.