من الصعب تحديد العمر الذي يبدأ فيه الأطفال باستعمال الهاتف الجوال، غير أن شراء هاتف جوال للأطفال أو العمر الذي يُسمح فيه للطفل باقتناء هاتف جوال خاص به، لا يتوقف على اشتراطات السلامة والأمان الخاصة بالآباء. وأوضحت كاترين ديلمر من معهد JFF للتربية الإعلامية في مدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا، أنه غالباً ما تظهر رغبة الطفل في الحصول على هاتف جوال خاص به في سن التاسعة أو العاشرة، وتقول :«يرغب الأطفال في اقتناء هاتف جوال عندما يشاهدونه مع أقرانهم، حيث يحملونه معهم في أي مكان يذهبون إليه، ولا يستخدمونه كوسيلة اتصالات إلا قليلاً، أما في مرحلة الدراسة الثانوية فتظهر في أغلب الأحيان رغبة قوية في اقتناء هاتف جوال، وهو الأمر الذي لا يستطيع الآباء مقاومته». وعند خروج الطفل بمفرده في كثير من الأحيان وما يستتبع ذلك من قلق ينتاب الآباء، فعندئذ يمكن للآباء إعارة هاتفهم الجوال للطفل، وتنصح ديلمر بألا يقوم الآباء بإعطاء الموديلات القديمة من هواتفهم الجوالة إلى الأطفال عند الرغبة في التخلص من هذه الأجهزة، لأن الهواتف الجديدة تتميز بأن نسبة الإشعاعات وقيمة SAR بها أقل من الموديلات القديمة. كما أن الأطفال تكفيهم الهواتف الجوالة البسيطة غير المزودة بوظائف الوسائط المتعددة، لأنه لا يجب على الأطفال استعمال الأجهزة التي تمكنهم من الدخول إلى الإنترنت أو التعامل مع البيانات والملفات. وطالبت ديلمر الآباء بأن يحرصوا أثناء شراء الهاتف الجوال، على ضرورة أن يتعرف الطفل على طريقة الصحيحة لاستعمال الجهاز، لأن ذلك يضمن قدرة الطفل على استعمال الجهاز في حالات الطواريء، على سبيل المثال كيف يمكن للطفل تشغيل أو إيقاف وظيفة منع استخدام الأزرار أو معرفة مدى ضرورة إدخال كود المنطقة، وهنا ينبغي على الآباء إجابة الطفل على مثل هذه الأسئلة. وتشدد الخبيرة في التربية الإعلامية على أنه من الأفضل التحدث مع الطفل بشأن استخدام الهاتف الجوال وتقول :«يجب أن يعرف الطفل أن الاتصالات الهاتفية تتكلف كثيراً من النقود».