يقضي الحجاج اليوم الخميس 18-11-2010 ثاني أيام التشريق، بينما يستعد الحجاج المتعجلون إلى المغادرة وهو ما يسمى بالتعجل، وذلك في المرحلة الأخيرة من موسم الحج الذي شهِد أكبر عدد من الحجاج وأقل قدر من الحوادث. ووضعت السلطات السعودية خطة أمنية تشرف على تنفيذها القوات الأمنية بالتنسيق مع الدفاع المدني من أجل تسهيل عملية السير من منى إلى المسجد الحرام. ومن المنتظر أن يشارك قطار المشاعر في نقل الحجاج المتعجلين. ومع اقتراب موسم الحج من نهايته، وجه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز كلمة إلى ضيوف الرحمن، أكد فيها حاجة الأمة الإسلامية إلى الحوار مع نفسها قبل غيرها. وجدد الملك عبدالله في كلمته تفاؤله بنجاح مشروع المملكة للحوار بين أتباع الأديان، ودعا إلى تذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات، وإلى التأكيدِ على ما هو مشترك، لتتمكن الأمة من تجاوز خلافاتها وتُقرب المسافات بينها. وشدد الملك عبدالله أيضاً على أن المملكة لن تسمح لأحد بتعكير صفو شعيرة الحج المباركة أو النيل من أمن ضيوف الرحمن. وقال الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي، في كلمة وجهها للحجاج نيابة عن العاهل السعودي، إن الأمةَ الإسلامية تستحق وضعاً اجتماعياً وثقافياً أفضل من الحالي. وجاءت كلمة الأمير نايف بحضور ستة رؤساء دول وعدد من القيادات السياسية والدينية في العالمين العربي والإسلامي. وفي حديث لقناة "العربية"، قال الأمير خالد الفيصل، رئيس لجنة الحج المركزية إن الجدوى من كل الجهود المبذولة في موسم الحج هو أن تقدم السعودية حكومة وشعبا خدمة إنسانية وروحانية وإسلامية إلى ضيوف الرحمن. وقد هطلت مساء أمس الأربعاء أمطار ما بين الخفيفة إلى المتوسطة على مشعر منى، وذكرت قناة "الإخبارية" السعودية أن تلك الأمطار لم تؤثر على أداء مناسك الحج أو التسبب في أي أضرار. جسر الجمرات ولم تشهد منطقة الجمرات ازدحامات خانقة حيث إن جسر الجمرات الضخم المتألف من خمسة مستويات أسهم في سلاسة التحرك. ويسلك الحجيج طريقهم على هذه الجسور لرمي الجمرات ويعودون أدراجهم من طريق مختلفة، ويستوعب كل جسر 120 ألف حاج وزود كل منها بعشرات السلالم الكهربائية والمصاعد لذوي الاحتياجات الخاصة. وبدا جلياً تأثير مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى الذي نفذته حكومة خادم الحرمين الشريفين، والذي بلغت تكلفته نحو أربعة مليارات و200 مليون ريال سعودي، في حل مشكلات الزحام عند رمي الجمرات التي كانت تشكل هاجساً وخوفاً عند الحُجاج بسبب الحوادث التي وقعت في الأعوام السابقة جراء التدافع والتزاحم عند الرمي. وأتاح المشروع للحجاج أداء نسك رمي الجمرات براحة تامة وبسهولة لتعدد طوابق الجسر وتعدد المسارات المؤدية إليه وتوافر كل الخدمات الأمنية والصحية على مدار الساعة في مواقع مختلفة من الجسر. إلى ذلك، أكد الدكتور أسامة البار، أمين مكةالمكرمة، أن مكةالمكرمة ستشهد الكثير من المشاريع التطويرية لتسهيل عملية الحج في المستقبل، وأن وجه المدينة سيتغير في العقد المقبل.