يشهد سوق الخضار والفاكهة هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا في الأسعار, حيث اصطبغ مؤشر السوق باللون الأحمر بسبب ارتفاع «الطماطم» التي وصفوها ب «المجنونة». كما تحلو تسميتها بهذا الاسم لدى الكثيرين في ظل ما تشهده من زيادة في الأسعار الفترة الماضية متجاوزا بذلك حاجز ال «40» ريالا كسعر أعلى للصندوق الواحد, أي ما يعادل 3 أضعاف السعر المتعارف عليه سابقا في أسواق المنطقة, وعلل المزارعون والباعة والتجار عموما سبب الارتفاع في الأسعار إلى انعدام الناتج المحلي من الطماطم مما انعكس على قلة العرض في مواجهة الطلب المتزايد, حيث إن ارتفاع درجات الحرارة كان العامل الأول في تأخر المحاصيل الزراعية المحلية تقابلها برودة الأجواء والثلوج التي تقع تحت سطوتها الدول المصدرة صاحب ارتفاع أسعار الطماطم في السوق المحلية, ارتفاع ملحوظ على بقية السلع لذات العوامل, التي لم تنج منها نظيراتها من الأسواق المجاورة للمملكة كالبحرين والكويت, حيث إن تلك الدول تستورد محاصيلها الزراعية من نفس الدول المصدرة تقريبا, بالإضافة إلى ما تستورده من محاصيل زراعية محلية, وطمأن المزارعون المواطنين بأنه سوف يعاود السوق الهبوط إلى أسعاره المعتادة خلال الشهرين المقبلين في انتظار موسم الحصاد لدى المزارعين المحليين وتلبية الطلب داخل الأسواق. تلف المحاصيل في البداية أشار إبراهيم البندري "مزارع" إلى أن أسعار صندوق الطماطم حاليا تتراوح بين 40 و 37 ريالا للصندوق الواحد أي ما يعادل 3 أضعاف سعره السابق, حيث إنه في الفترة الحالية لا يوجد ناتج محلي من الطماطم بسبب فترة الصيف التي صاحبتها حرارة مرتفعة أتلفت المحاصيل الزراعية ومنها الطماطم, فكثير من المزارعين قاموا بزراعة الطماطم شهر رمضان الماضي في انتظار موسم حصاده خلال الشهرين المقبلين التي تتزامن مع فترة اعتدال الأجواء في المنطقة. وعن المصدر الرئيس للطماطم في ظل شح الناتج المحلي, قال البندري: إن أغلب المحاصيل الزراعية التي منها الطماطم تستورد إلى السوق حاليا من سوريا وتركيا وهي تعاني أيضا قلة في المحصول بسبب فترة الشتاء القارسة والثلوج يرتفع معها سعر الطماطم, فيقف سعر الشراء على البائع 35 ريالا ليقوم ببيعه ب «40» ريالا للصندوق الواحد. ظاهرة عالمية وأرجع عبد الله الخويلدي "بائع تجزئة" الارتفاع في أسعار الخضراوات لسبب وحيد وهو اعتماد التجار على البضائع المستوردة من خارج السوق المحلية كون السوق المحلية غير قادرة في الوقت الحالي على تغطية الطلب المتزايد بما يسد حاجة المستهلك, مؤكدا على أن ما يأتي من السوق المحلي لا يغطي ربع احتياجات المواطن, مضيفا أنه يأتيه متسوقون من البحرين يؤكدون أنه ليس هناك فرق كبير في الأسعار عما عندهم, وشاهدنا جميعا الضجة التي صارت في دولة الكويت الشقيقة الناتجة عن غلاء الأسعار, لذا فإن المشكلة لا تتعلق بسوقنا فقط وإنما هي ظاهرة عالمية, ومن خلال عملي في البيع بالتجزئة ألحظ في الفترة الحالية هبوطا في الأسعار لتعلن بذلك عن تجاوز الأزمة. ترشيد الاستهلاك وأشار راضي العنزي "مواطن " إلى أنه يجب على المواطنين أن يتعلموا درسا من زيادة الأسعار في زيادة ثقافتهم ووعيهم في التعامل مع أي طارئ يصيب السوق وتشكيل وعي لدى المواطن عن ثقافة التعامل مع الأزمات, بترشيد استهلاك الفرد, ومعرفة حاجته من الفواكه والخضراوات, والبحث عن البدائل الممكنة التي تتوافر في العروض التي تقدمها بعض المراكز الكبيرة. المعلب بديل وأضاف محمد العمري أن الحل الوحيد لتلافي الأزمة أن تتوجه الأسر من ذوي الدخل المحدود إلى شراء الطماطم المعلبة التي لا يتجاوز سعر الكرتون منها 20 ريالا, وعموما نجد هناك حركة شراء ملحوظة عند الكثيرين من أرباب الأسر للمعلبات كبديل مؤقت يستخدم لأغراض الطبخ المختلفة. قلة الإنتاج ويؤكد عبد المجيد الغامدي "تاجر جملة" أن الطلب على الطماطم كبير جدا وأن المعروض منه لا يسد الحاجة, ونحن كتجار جملة نحاول تغطية طلب السوق ما أمكن من الدول المجاورة كسوريا وتركيا، لكن هاتين الدولتين أيضا تعانيان تساقط الثلوج بسبب البرودة الزائدة فتتلف معه المحاصيل الزراعية ما جعلهم يحجمون عن الزراعة في مثل تلك الأوقات تلافيا للخسائر التي قد تتعرض لها محاصيلهم الزراعية بسبب برودة الأجواء وسوء حالة الطقس, فتفاقمت مشكلة الغلاء بسبب قلة الناتج لدى المصدر وعدم وفرة المحاصيل المحلية التي تسد حاجة السوق المحلية