طرد وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين الصحافيين من المحطة الجديدة لمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم، ووجه مرافقيه بمصادرة أي «كاميرا» يثبت التقاطها صوراً له إبان تدشينه توزيع عبوات مياه زمزم التي تنتجها المحطة. وبداية من مطلع الأسبوع المقبل سيتمكن أهالي مكةالمكرمة وقاصدوها من الحصول على عبوات نقية من مياه زمزم بعد أن تأخر توزيعها إلى هذا الوقت لأسباب تنظيمية تتعلق بإعداد وتجهيز موقع توزيع المشروع الذى استغرق تنفيذه نحو 30 شهراً. وتبدأ المحطة السبت المقبل في استقبال الراغبين في الحصول على العبوات الجديده بعد أن حددت قيمة العبوة ذات ال10 لترات بخمسة ريالات، بينما تقرر أن تكون الفترة الحالية للتجربة، إذ تعاقدت شركة المياه الوطنية المشرفة على المحطة مع إحدى شركات الحراسات الوطنية المتخصصة لتوفير أكثر من 60 حارساً أمنياً للعمل على تنظيم راغبي الحصول على عبوات ماء زمزم للعمل بنظام الورديات على مدار ال 24 ساعة ومنع المظاهر السلبية التي يتوقع أن يحدثها بعض الوافدين رغبة منهم في استغلال الموقع الجديد. وتضمن التقنية الجديدة لمصنع كدي نقاء مياه زمزم من السلبيات التى صاحبت التصميم القديم لنفي أي مزاعم حول تلوث ماء زمزم واحتوائه على مواد تؤثر على صحة الإنسان، إذ تمر مياه زمزم عبر خطي تصفية (كل خط يتكون من مجموعة من الفلاتر الخاصة بتصفية المياه ووحدة تعقيم في نهاية كل خط)، إذ سيخزن الخط الواحد 10 ملايين لتر كحد أقصى. كما أن مستودع التخزين يعمل بشكل آلي بواسطة نظام تقني متقدم من دون تدخل بشري للوفاء بحاجات المواطنين والمقيمين وقاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين والحجاج في أوقات الذروة، إذ يتم تخزين واستخراج العبوات آليا من خطوط الإنتاج بمصنع التعبئة عبر سيور ناقلة آلية تصل بين خطوط الإنتاج والجسر الناقل الذي يصل بدوره بين مصنع التعبئة والمستودع المركزي (سعة 1.5 مليون عبوة)، وهو مجهز بأحدث أجهزة التكييف وأنظمة الإنذار وإطفاء الحرائق. وتستخدم فيه أحدث أنظمة التخزين العالمية المعروفة باسم التخزين الآلي والاسترجاع الآلي (AS/RS) حيث تدخل العبوات المنقولة عبر الجسر الناقل إلى المستودع المركزي بواسطة رافعات رأسية حمولة كل منها 2000 كيلو غرام، تخزن هذه العبوات في أماكن محددة ويُتحكم فيها وتدار من طريق برنامج تخزين متطور يتم من خلاله التخزين بحسب تاريخ الإنتاج وخط الإنتاج، ويتيح هذا البرنامج المتطور تحديد أولويات التوزيع بحسب تاريخ التخزين ونتائج الاختبارات الخاصة بالمياه المنتجة التي تتم بمختبر المحطة. وبعد انتهاء مرحلة الإنتاج والتخزين تبدأ مرحلة نقل العبوات المخزنة من مبنى المستودع إلى نظام التوزيع الأوتوماتيكي من طريق الرافعات الرأسية لتوضع العبوات على سيور ناقلة تنقلها إلى 42 نقطة توزيع آلية، حيث توزع هذه العبوات على المستفيدين باستخدام قطع معدنية خاصة، كل منها مخصص للحصول على عبوة واحدة فقط، ويمكن الحصول على هذه القطع من منافذ التوزيع الخاصة المنتشرة داخل منطقة المشروع ليقوم المستهلك بوضع القطعة داخل ماكينة التوزيع فيحصل آليا على العبوة التي تستخدم لمرة واحدة إذ لا يسمح نظام المصنع باعادة تعبئتها من جديد . وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رسم مرحلة جديدة في تاريخ تعبئة وتخزين مياه زمزم، حين أطلق في الثالث من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم في كدي في مكةالمكرمة، بهدف ضمان بقاء الماء نقياً من الشوائب بطرق متطورة في آليات التعبئة والتخزين الآلي وهو المشروع الذي بلغت كلفته 700 مليون ريال وبطاقة خمسة ملايين لتر يومياً على أرض مساحتها 13405 أمتار مربعة.