شن النائب الهولندي المتطرف جيريت فيلدرز هجوما جديدا ضد الإسلام وقال في خطاب ألقاه أمام طلاب جامعة \"تمبل\" بولاية فيلادلفيا الأمريكية: \"في المكان الذي يوجد فيه الإسلام تموت الحرية\". وأشارت صحيفة 'فيلادلفيا إنكوايرر' الأمريكية إلى أن التدابير الأمنية كانت مشددة داخل وخارج القاعة التي القى فيها هذا المتطرف محاضرته، بمشاركة عدد من أفراد شرطة المدينة وأمن الجامعة، فيما لم يُسمح للحضور باصطحاب أي حقائب. وحسبما ذكر موقع \"فلسطين الان\" الالكتروني، فانه قبل محاضرة فيلدرز، والتي ألقاها أمس الاول الثلاثاء تجمّع عشرات المتظاهرين احتجاجًا على ظهور النائب المثير للجدل في حَرَم الجامعة، رافعين لافتاتٍ تستنكر إساءاته. وأعرب 'ميجان تشيالاستري'- وهو أحد المشاركين- عن استغرابه من تحدُّث فيلدرز عن حرية التعبير في الوقت الذي يطالب فيه بحظر القرآن، مضيفًا: 'حظر الكتب ليس حرية تعبير'. وتحدث فيلدرز أمام مئات من الطلاب قرابة نصف ساعة، وصف خلالها القرآن الكريم بأنه 'كتاب الشرّ' الذي يُحرِّض على العنف والتعصُّب، قائلاً:'إن الولاياتالمتحدة تواجه حملة لأسلمتها'، مما أثار جلبةً وموجةً من الاستياء، وتسبّب في اختصار وقت الجلسة التي كانت مخصصة للأسئلة في نهاية المحاضرة. كما انتقد فيلدرز الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأنه يمد يده للعالم الاسلامي، معتبراً أن هذه \"المهادنة تمثل بداية النهاية\"، قائلاً \"إن استمرار انتشار الإسلام في الغرب بلا هوادة من شأنه أن يقود في نهاية اليوم إلى اختفاء الدستور.. استيقظوا ودافعوا عن حريتكم\". وانتقد أحد الطلاب الخطاب قائلاً: \"من الخطأ أن تأتي الجامعة بشخص يدعم العنصرية وعدم التسامح وتعطيه منصة ليقول أفكاره عليها\"، بينما رأى طالب آخر \"قد لا أتفق مع كلام المخرج ولكن من الضروري أن يسمح له أن يقول رأيه\". وأصدرت الجامعة بياناً اعتبرت فيه أنه يحق للطلاب في الجامعة أن يدعوا أشخاصاً إلى الجامعة يعبرون عن آراء متنوعة وواسعة. واستقبل المتظاهرون الغاضبون المتطرف بلافتاتٍ مكتوب عليها \"عار عليك يا جامعة تمبل\" و\"الصهيونية هي الإرهاب\"، مما اضطره إلى الخروج من قاعة 'أندرسون' التي ألقى فيها المحاضرة. ونظم خطاب فيلدرز جماعة طلابية تدعى (Purpose ) يُمَوِّلها مركز الحرية الذي يتخذ من كاليفورنيا مقرًا له، ويرأسه الناشط اليهودي المتطرف 'ديفيد هورويتز' الذي يقود حملة في الجامعات الأمريكية تحت عنوان 'التوعية بالفاشية الإسلامية'. من جانبه أعرب رئيس مجلس شيوخ طلاب الجامعة، جيف ديمبسي، عن شعوره بالخجل من تواجد النائب الهولندي المثير للجدل في حرم الجامعة، وأضاف 'ديمبسي':'لدى فيلدرز نزعة لإثارة الكراهية وهو ما يلطّخ سُمْعة الجامعة المعروفة بالتسامح'. المتطرف فيلدرز وكان فيلدرز وهو رئيس حزب اليمين المتطرف الهولندي \"هولندا الحرة\"، قد طالب في خطاب وجهه لحكومة هولندا والحكومات الأوروبية بوصفه عضواً بالبرلمان الأوروبي، بضرورة اتخاذ إجراءات من شأنها إلزام المسلمين المهاجرين إلى أوروبا بتحديد النسل، والاكتفاء بطفل أو طفلين كالأسر الأوروبية، مؤكدا أن الديموجرافيا السكانية تسير لصالح المسلمين، فبحلول عام 2050، سيشكل المسلمون - وفقا له - نسبة 20% من سكان أوروبا بعد أن كانوا لا يزيدون عن 5%. وطالب فيلدرز دول الاتحاد بإغلاق أبوابهم أمام الدول الإسلامية، وعدم السماح بمزيد من المهاجرين المسلمين، مؤكداً أن تزايد أعدادهم سيشكل خطورة على المجتمعات الأوروبية، سواء على حركة الإسكان، أو التعليم ومستوياته، والأمن الاجتماعي، والتأمينات، ومستويات الرعاية الصحية، وأسواق العمل، كما سيشكلون خطراً على العلاقات الخارجية الأوروبية مع غيرها من دول العالم الخارجي. واشتهر فيلدرز بتصريحاته المعادية للإسلام كما أنتج العام الماضي فيلما قصيرا لا يزيد عن لقطات مجمعة ومونتاج بسيط باسم \"فتنة\" اعتبر مسيئا للقرآن ، وقال في شهر مايو الماضي إنه يعتزم إنتاج جزء ثان من الفيلم. ويدعي المتطرف أن \"الإسلام يعد أيديولوجية فاشية أكثر من كونه دينا، وأن ايديولوجيته لا تدور حول الاندماج واستيعاب الآخر، لكن حول الهيمنة والسيطرة\". ويقول:\" كلما انتشر الإسلام قلت الحرية ، الا أن الصفوة الحاكمة في هولندا لا تجرؤ على القول إن الإسلام لا يصلح لشيء\". وانتج هذا المتطرف فيلم \"فتنة\" عام 2008 ، ويعرض الفيلم صورا لهجمات 11 من سبتمبر/ ايلول عام 2001 على مركز التجارة العالمي ، وصورا للتفجيرات التي تعرضت لها كل من لندن في يوليو/تموز 2005 ومدريد في مارس/آذار 2004. ويتضمن الفيلم صورًا لمرأة تتعرض للرجم ومشاهد من عملية قطع رأس شخص وصورًا للمخرج الهولندي، ثيو فان جوخ الذي قتل على يد مسلم يحمل الجنسيتين الهولندية والمغربية عام 2004. وبالمثل، يحتوي الفيلم على مشاهد تصور متظاهرين مسلمين وهم يرفعون لافتات كتب عليها \" فليرحم الله هتلر\" و\" فلتذهب الحرية إلى الجحيم\"، كما يظهر الفيلم أيضا طفلة مسلمة ترتدي غطاء الرأس وهي تقول إنها تكره اليهود. ويقدم الفيلم رسمًا بيانيًا للعدد المتزايد من المسلمين في هولندا وأوروبا. وبعد كلمات \"هولندا في المستقبل\" يقدم صورا لأطفال تغطي الدماء وجوههم وصورة لعملية ختان. وفي نهاية الفيلم، يظهر شخص يقلب صفحات نسخة من القرآن ثم يتلو ذلك صوت مدو لاقتطاع شيء ما. ويقول النص المرفق مع الصور:\" الصوت الذي سمعتموه هو صوت صفحة (مقتطعة) من دليل هاتف.. لا يتوقف الأمر علي وإنما على المسلمين أنفسهم لاقتطاع الآيات التي تدعو إلى الكراهية من القرآن\".وآخر مقطع في الفيلم هو \" أوقفوا الأسلمة. دافعوا عن الحرية\".