قال الكاتب السياسي خالد الدخيل إنه يعتقد أن كثيرًا من الأئمة المعروفين بحديثهم الجهير في المملكة متأثرون بفكر جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف بحسب تحقيق نشرته وكالة رويترز للأنباء -حول ضوابط نشاط الدعاة في الوقت الراهن- أن الإخوان يزعمون أنهم ليسوا طلاب سلطة لكن واقع الأمر أظهر أنهم يستخدمون الدين غطاء لأهدافهم ويقولون إنهم يريدون خدمة الإسلام. من جهته ، قال عضو مجلس الشورى السابق محمد الزلفي: "إن بعض الدعاة يتناولون قضايا لا علاقة لها ببلدهم بل تلحق به الضرر". أما المحامي عبد العزيز القاسم فأكد أنه من غير المرجح أن تذهب الحكومة إلى حد الإصرار على أن يقتصر الأئمة على إلقاء الخطب المعتمدة منها، لافتًا إلى تعذر تنفيذ ذلك مع وجود عشرات الآلاف من المساجد في السعودية وقوة ما يتمتع به رجال الدين من استقلال ونفوذ. وقال القاسم إن الدولة منشغلة بهموم إدارة الاقتصاد وحفظ القانون لكنه تابع قائلاً: "إن الوعاظ يخوضون في المعارك السياسية والفئوية ويتركون دور المسجد كمنبر للوعظ مضيفا أن المساجد تعرضت للاختطاف". وأكد التحقيق الذي أعدته "رويترز" أن السعودية تتابع ما يبثه الدعاة المشهورون على تويتر، ونقلت تصريحات وكيل وزارة الشؤون الإسلامية عبد المحسن الشيخ والتي قال فيها إن الوعظ يجب أن يكون متسقا فلا يتبنى المرؤ وجهة نظر على المنبر ويناقضها في مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن لكل امرئ حرية استخدام تويتر و"فيس بوك" لكن السلطات تتابع ما يكتبون لتتأكد من تطابقه مع ما يقولون في المساجد. وأشارت الوكالة إلى أن السلطات السعودية أوقفت واعظا في الرياض عن العمل بعد أن صور في أغسطس وهو يهاجم القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي في خطبة أثارت شجارا وتماسكا بالأيدي في مسجد. فيما أشار التحقيق إلى فصل الداعية الكويتي طارق السويدان من عمله كمقدم برنامج بعد أن عرف نفسه بأنه أحد قياديي الإخوان المسلمين خلال محاضرة في اليمن. وأشار التحقيق إلى أن السعودية والكويت يعملان حاليًا في هدوء لوضع الضوابط للدعاة خشية احتمال أن يستغل بعضهم نفوذهم في إثارة الاضطرابات أو تأجيج الانقسامات الطائفية في وقت يشتد فيه التوتر بسبب الأزمة في سوريا والوضع في مصر.