مُنحت طوكيو شرف تنظيم أولمبياد 2020 على حساب اسطنبول في الدورة الثانية من تصويت أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية اليوم السبت في بوينوس آيرس، ضمن فعاليات الاجتماع رقم 125 للجمعية العمومية "الكونغرس",وحصلت اليابان في الجولة الأخيرة من التصويت على 60 صوتاً مقابل 36 لاسطنبول. وقد وقع مسؤولو ملف طوكيو إثر إعلان النتيجة على بنود التزامها بتنظيم دورة الألعاب. وكانت مدريد خرجت من الدورة الأولى بعد جولة تمايز مع اسطنبول لنيلهما نفس عدد الأصوات، فيما جاءت العاصمة اليابانية في الطليعة. ورغم التساؤلات الكثيرة التي طرحت حول نتائج وانعكاسات كارثة مفاعل فوكوشيما النووي في آذار/مارس 2011 وعن مخاطر حادث نووي في المستقبل، فضلت أغلبية أعضاء اللجنة ال97 الذين يحق لهم التصويت من أصل 103 العاصمة اليابانية التي استضافت أولمبياد 1964، على اسطنبول. وجاء خروج مدريد من السباق بعد المرحلة الأولى من الاقتراع حيث حصلت طوكيو على أكبر عدد من الأصوات في عملية الاقتراع الالكتروني السري بينما تعادلت مدريدواسطنبول في هذه المرحلة ليجري بينهما التصويت لإقصاء إحداهما حيث حصلت فيه اسطنبول على 49 صوتاً مقابل 45 لمدريد من بين 94 صوتاً شاركوا في الاقتراع. وودعت مدريد السباق مبكراً لتكون المرة الثالثة على التوالي التي تفشل فيها مدريد في طلبها لاستضافة الأولمبياد بعد إخفاقها في الفوز بحق تنظيم أولمبياد 2012 و2016. واعتمدت طوكيو على ملف فني ومالي صلب جداً جمع بين منطقتين مستفيدة من قسم من منشآت والبنى التحتية التي استخدمت في الاستضافة الأولى، ومنطقة جديدة كلياً في مواجهة البحر، علماً بأن أياً منهما لا تبعد عن مكان إقامة اللاعبين في القرية الأولمبية سوى 8 كلم على أبعد تقدير. واختارت طوكيو التي قررت الانخراط في حملة تنظيم أولمبياد 2020 مباشرةً بعد الكارثة النووية، اللعب على الحبل الحساس لدى أعضاء اللجنة مبررة خيارها بالرغبة في إعادة الأمل إلى بلد تأثر كثيراً بهذه الكارثة. ومن أجل إقناع هؤلاء الأعضاء بأن "الألعاب في اليابان ستكون في أيدٍ أمينة"، عمدت طوكيو إلى تخصيص مبلغ 4.5 ملايين دولار في صندوق خاص لتغطية تمويلها (أي ما يقارب نصف الفاتورة المقدرة)، وتقديم شوارع هي الأكثر أماناً في العالم، ومالية صلبة ومنشآت وبنى تحتية من أرفع المستويات وقريبة جداً من سكن الرياضيين. ومن أصل المواقع ال35 المطلوبة أولمبياً، سيشيد 20 موقعاً 9 منها للاستخدام المؤقت، وملعب وطني بسعة 80 ألف متفرج بسقف متحرك ومركبة فضائية بكلفة 1.3 مليار دولار. وانتقل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي من قمة مجموعة الدول العشرين في سان بطرسبورغ الروسية مباشرة إلى بوينوس ايرس للدفاع عن ملف مدينته على غرار نظيريه الإسباني ماريانا راخوي و التركي طيب رجب اردوغان، وقال للأعضاء قبل عملية التصويت "قد يكون لدى البعض قلق بخصوص موضوع فوكوشيما، لكن اسمحوا لي أن اؤكد لكم أن الوضع تحت السيطرة". وباختيارها طوكيو على اسطنبول فضلت اللجنة الأولمبية الدولية عدم الذهاب إلى اكتشاف مدن جديدة أو حتى منطقة جديدة في العالم تربط بين قارتين، ولعب ورقة الأمن المالي والفني. وهنأ البلجيكي جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية طوكيو على فوزها بحق الاستضافة. وقال روغ "قدّمت طوكيو ملفاً قوياً للغاية من الناحية الفنية وكانت بحاجة إليه في المنافسة القوية مع الملفين المتميزين المقدمين من اسطنبولومدريد". وأكد روغ أن طوكيو أبهرت أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية في ملفها. كما قال الكويتي الشيخ أحمد فهد الصباح عضو اللجنة الأولمبية "مشاكل ريو دي جانيرو ربما كانت عاملاً" في اختيار طوكيو. وفيما يلي نتائج جولات التصويت الذي شارك فيه أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية: الجولة الأولى: طوكيو 42 اسطنبول 26 مدريد 26 جولة فاصلة: اسطنبول 49 مدريد 45 الجولة الثانية: طوكيو 60 اسطنبول 36