رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ مشروع النقل العام، مساء اليوم، حفل إعلان ترسية عقود تنفيذ مشروع النقل العام بمدينة الرياض الذي نظمته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض , بحضور صاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وذلك في قصر الثقافة بحي السفارات. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، ومعالي أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل، ومعالي وكيل إمارة منطقة الرياض الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الداود، ومدير عام مكتب سمو أمير منطقة الرياض سحمي بن شويمي بن فويز، وعضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشروعات والتخطيط بالهيئة العليا المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، ومدير شرطة منطقة الرياض اللوء سعود بن عبدالعزيز الهلال. وبدء الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بآيات من الذكر الحكيم ثم القى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز كلمة بهذه المناسبة عبر فيها عن الغبطة والسرور بأن تحظى العاصمة الرياض بمكوناتها كافة بالموافقة السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - على ترسية مشروع النقل العام القطارات على الائتلافات العالمية الثلاث بتنفيذه. وقال: " أتوجه إلى الله العلي القدير بالشكر أن يسر انطلاق هذا المشروع وأسأله جلت قدرته أن يتمه بفضله وأن يكتب فيه الخير والمنفعة لعاصمتنا الغالية بساكنيها وزائريها ". ورفع الشكر لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على تبنيه لهذا المشروع وبتوجيهاته المستمرة والسديدة بسرعة إنجازه وفق أعلى المواصفات العالمية وعلى أكمل وجه ليكون في متناول سكان الرياض وفي موعده المحدد بإذن الله ، حيث يعد هذا المشروع الأكبر من نوعه في حجمه ومكوناته وتقنياته وتكامله مقارنة مع شبكات النقل الأخرى. وأعرب سموه عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - الذي كان هذا المشروع ثمرة من ثمار غرسه ونتيجة لنظرته الثاقبة التي قادت مختلف جوانب التنمية في منطقة الرياض نحو التطور والازدهار ، لتكون الرياض حاضرة عالمية كبرى أخذت مكانها اللائق بين مدن العالم المتقدم. ونوه بالجهود العظيمة التي دفعت هذا المشروع من التخطيط إلى الإنجاز لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز رحمه الله الذي وضع الأسس والمعايير التي انطلقت بموجبها عملية الاستعداد للتنفيذ عندما بادر سموه فور صدور الموافقة الكريمة بتشكيل لجنة عليا تتولى الإشراف على تنفيذه باتخاذ مجموعة من القرارات المهمة مهدت للمراحل التأسيسية لهذا المشروع. وقال :" إن هذا المشروع الذي يهدف إلى تيسير حياة المواطنين وتخفيف أعباء التنقل عن كاهلهم ويجمع بين تعزيز مكانة المملكة ودعم مقوماته الحضارية كواحد من أسرع الحواضر في العالم نمواً وبين مواكبة التنامي الكبير الذي تشهده المدينة في عدد سكان مدينة الرياض من نحو ستة ملايين نسمة حالياً إلى أكثر من ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة خلال السنوات العشر القادمة , إضافة إلى توسع مساحتها المطورة التي تبلغ حالياً أكثر من ألف وثلاثمائة كيلو متر مربع , وتزايد أعداد المركبات التي بلغت هذا العام أكثر من مليون ونصف المليون مركبة تقطع يومياً أكثر من سبعة ملايين رحلة وهو ما يتطلب توفير بدائل مستدامة وأكثر فاعلية للوفاء بمتطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة ". وأضاف سموه : " إن قطاع النقل في المدن الكبرى يعد بمثابة شرايين الحياة للمدينة , وعليه تعتمد قطاعات النمو والتطور الأخرى: عمرانياً , واقتصادياً , وبيئياً، وحضارياً , وبمقدار كفاءة النقل وتطوره المستمر ، ستكون مجالات التنمية وقطاعات التطور الأساسية في المدينة قابلة للنمو والتطور ". وأوضح سمو أمير منطقة الرياض أن مشروع النقل العام في مدينة الرياض حظي بدراسات مستفيضة أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وعلى معايير ومقاييس ثابتة أثمرت عن وضع خطة شاملة لهذا القطاع شملت شبكة للنقل بالقطارات الكهربائية وأخرى للنقل للحافلات. ولفت النظر إلى أنه قد روعي عند تحديد مسار الشبكتين المواقع التي تتركز فيها الكثافة السكانية , مناطق الجذب المروري , مناطق المرافق الحكومية , والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية , مفيداً أنها اشتملت على تجهيز مختلف عناصر المشروع من دراسات اقتصادية , تصاميم هندسية , مواصفات فنية. وأشار سموه إلى أنه من المنتظر أن يسهم المشروع بإذن الله تعالى بالإضافة إلى عوائده المباشرة على الاقتصاد والعمران والمرافق والخدمات في حماية البيئة بخفض نسبة تلوث الهواء , تقليص التكاليف الناجمة عن الحوادث المرورية , الازدحام , وغيرها من العوائد . وقال سموه " سيتيح المشروع رفع نسبة الرحلات اليومية بواسطة وسائل النقل العام في مدينة الرياض إلى نسب مضاعفة لأكثر من عشرون ضعفاً عما هي عليه حالياً " . وأردف قائلاً : " لقد كانت الموافقة السامية الكريمة وتشكيل اللجنة العليا للإشراف على تنفيذه بمثابة إشارة الانطلاق لتحديد خطوات تنفيذ المشروع ؛ فقد أشرفت اللجنة على تأهيل الائتلافات العالمية للمنافسة في إطار من الوضوح التام ووفق أعلى المواصفات التقنية والفنية في هذا المجال " معبراً سموه عن شكره باسمه وباسم سمو نائب أمير منطقة الرياض ، لصاحب السمو الملكي وزير الشئون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز ، ومعالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري ، ولأعضاء اللجنة العليا للإشراف على تنفيذ هذا المشروع ، وأعضاء اللجنة التحضيرية للمشروع على عملهم الدؤوب والدقيق برئاسة أمين الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل ووكلاء ومندوبين الوزارات المعنية لإنجاز هذا المشروع , وفريق العمل بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برئاسة رئيس مركز المشاريع المهندس إبراهيم بن محمد السلطان وزملائه على جهودهم الكبيرة التي بذلوها خلال مرحلة التأهيل للائتلافات العالمية وفحص العروض فنياً ومالياً , والجهات كافة في مدينة الرياض على تعاونهم ودعمهم وتسخيرهم كافة الإمكانات لانطلاق المشروع". ونوه سموه بأن اختيار الائتلافات جاء إنفاذاً للتوجيهات الكريمة بتنفيذ المشروع وفق أعلى المواصفات الفنية والتقنية والتصميمية والاستعانة بأفضل الخبرات العالمية المتخصصة وبمشاركة الشركات العالمية ذات الخبرات والقدرات والإمكانات في مجالات أعمال المشروع المختلفة ، وأن يتم تنفيذ المشروع في إطار من الشفافية والوضوح التام وخلال المدة الزمنية المحددة . وأكد سمو أمير منطقة الرياض أن ذلك يلقي بمسؤولية كبرى على جميع المعنيين بهذا المشروع في تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ، وتلبية احتياجات المواطنين من هذا المشروع على الوجه الأكمل بمشيئة الله تعالى. وخاطب سموه سكان العاصمة الغالية الرياض قائلاً :" أملي ورجائي في أن نتعاون جميعاً في استيعاب متطلبات المشروع الإنشائية ، والآثار التي قد تنجم على سلاسة الحركة في مواقع تنفيذه والتقيد بالتنظيمات المرورية المؤقتة ، وذلك في سبيل أن نقطف جميعاً ثمار هذا المشروع الكبير والأحدث من نوعه والذي سيغير من صورة عاصمتنا وسينعم بخدماته سكان المدينة وزائريها في القريب بإذن الله تعالى ". وسأل الله في ختام كلمته أن يديم خادم الحرمين الشريفين ذخرًا وسندًا وقائدًا لهذا الوطن المقدس الكبير وهذه الأمة ، وأن يديم نعمه ظاهرًا وباطنًا وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى. بعد ذلك شاهد الجميع عرضاً مرئياً عن مشروع النقل العام، تناول المراحل المختلفة التي شهدها المشروع منذ بداية التخطيط له حتى ترسيته. ثم تمت مراسيم توقيع وثائق ترسية المشروع مع الائتلافات الفائزة التي جاءت على النحو التالي : 1 - مسار القطار الأزرق على محور ( العليا - البطحاء) : أرسي تنفيذه على ائتلاف (باكس BACS) بقيمة 6,561,627,163 دولار أمريكي. 2 - مسار القطار الأحمر على محور ( طريق الملك عبدالله) : أرسي تنفيذه على ائتلاف (باكس BACS) بقيمة 2,885,440,337 دولار أمريكي. 3 - مسار القطار الأصفر على محور (طريق المدينةالمنورة - طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول) : أرسي تنفيذه على ائتلاف (الرياض نيو موبيليتي ANM) بقيمة 5,211,926,731 دولار أمريكي. 4 - مسار القطار البرتقالي على طريق (مطار الملك خالد الدولي) : أرسي تنفيذه على ائتلاف (فاست FAST) بقيمة 3,060,788,759 دولار أمريكي. 5 - مسار القطار الأخضر على طريق (طريق الملك عبدالعزيز) : أرسي تنفيذه على ائتلاف (فاست FAST) بقيمة 2,662,558,659 دولار أمريكي. 6 - مسار القطار البنفسجي على محور (طريق عبدالرحمن بن عوف - طريق الشيخ حسن بن حسين) : أرسي تنفيذه على ائتلاف (فاست FAST) بقيمة 2,167,973,532 دولار أمريكي. 7 - ترسية تنفيذ محطتي (مركز الملك عبدالله المالي) و(العليا) على ائتلاف (باكس) . 8 - ترسية تنفيذ محطتي (محطة قصر الحكم) و(المحطة الغربية) على ائتلاف (الرياض نيو موبيليتي) . وألقى قادة الائتلافات كلمة عبروا خلالها عن فخرهم واعتزازهم بهذه المنافسة على تنفيذ هذا المشروع الأكبر من نوعه في العالم، مؤكدين التزامهم بتنفيذ المشروع وفق أحدث ما توصلت إليه التقنيات في هذا المجال خلال المدة الزمنية المحددة . عقب ذلك اطلع سمو أمير منطقة الرياض، والحضور على مجسم لمسارات المشروع، تضمن محطات الوقوف للقطارات، ومواقف السيارات، ومراكز التحكم والصيانة . حضر الحفل، صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة شركة سابك، وصاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان، وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية، وصاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز، ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومعالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري .