كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في مصر، في إحالة عضوين في جهاز الموساد الإسرائيلي هاربين ومصري محبوس، إلى محكمة جنايات الإسماعيلية، بتهمة التخابر لصالح إسرائيل، تقديم المتهم المصري للمخابرات السورية وحزب الله اللبناني والمخابرات الإيرانية معلومات عن الأمن القومي المصري. وأضافت التحقيقات التي أجراها رئيس نيابة أمن الدولة، شادي البرقوقي، وأشرف عليها النائب العام المساعد، المستشار مصطفى سليمان، والمستشار تامر الفرجاني، المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة، أن «المتهم المصري تقابل في مقر السفارة الإسرائيلية في تايلاند مع عنصر المخابرات الإسرائيلية، المتهم الثاني، بنيامين شاؤول، ويدعى حركيًا منصور». ودار اتفاق فيما بينهما، بترتيب من المخابرات الإسرائيلية، وأدلى المتهم المصري بمعلومات عن ميناء بورسعيد، وأسلوب العمل به، ومعلومات أخرى عن القوات البحرية المصرية المتواجدة في بورسعيد، وحصل المتهم من المخابرات الإسرائيلية على مقابل مادي، نظير المعلومات. وأضافت التحقيقات أن «المتهم تم تدريبه على أسلوب التشفير والتراسل والاتصال، وتم تكليفه بجمع معلومات تفصيلية عن ميناء بورسعيد والقيادات العاملة به ورصد السفن الإيرانية والسفن الحربية المصرية والأجنبية التي تعبر قناة السويس، ورصد أي حاويات مشكوك في داخلها سلاح». وأسفرت التحقيقات عن سعي المتهم المصري لدى أجهزة مخابرات وجهات أجنبية عديدة، مبدياً رغبته في التعاون معهم، وتقديم معلومات إليهم. حيث سعى لدى المخابرات السورية وحزب الله اللبناني والمخابرات الايرانية، مبلغاً أن لديه معلومات هامة عن السوريين الهاربين من تركيا من خلال ميناء بورسعيد، والقادمين من البحر، ومعلومات عن عمليات تهريب السلاح، وأنه يحصل على تلك المعلومات بطبيعة عمله في الملاحة البحرية، وعلاقاته بمصريين عديدين عاملين في أماكن مهمة وحساسة، وعرض نفسه عليهم بأن يكون عيناً من عيونهم فى مصر، وبناء على ذلك، تلقى المتهم رسالة من عناصر الجيش السوري، تحتوي على رقم هاتف للتواصل، وترتيب أسلوب العمل معهم. وتبين من تحقيقات باشرها شادي البرقوقي أن المخابرات العامة المصرية كانت قد رصدت مقابلاته مع عناصر الموساد الإسرائيلي خارج البلاد، ورصدت مراسلاته إلى عنصري الموساد، المتهمين الثاني والثالث. وأسفر ذلك عن تحصيل أدلة كاملة، وتم القبض على المتهم، وتفتيش مقر عمله، والتحفظ على أجهزة التواصل بينه وبين عناصر الموساد، وبمجرد القبض عليه، اعترف أنه جاسوس لمصلحة إسرائيل.