اليوم الخميس أول أيام موسم المرزم ويتزامن ذلك مع آخر باحورة القيض وأول القدحة التي تتسم بشدة سطوع الشمس ويعرف ذلك بتوسط المجرة القمة السماوية وهو من أحر مواسم الصيف إذ أن درجة الحرارة تصل إلى أعلى معدلاتها السنوية على الأجزاء الشمالية من الكرة الأرضية فتنساب الثلوج من قمم الجبال ويرتفع منسوب المياه مخلفة فيضانات مدمرة على مناطق الشرق الأقصى وفي أثناءها تكثر العواصف الرملية في الساحل الغربي للمملكة في مناطق القنفذة وقرى الساحل والطرق المؤدية منها إلى جدة وتنشط عادة قبيل الظهر وتستمر إلى مغيب الشمس بشكل يومي ويستمر معها هبوب الرياح الشمالية أو الشمالية الغربية المشوبة بالسموم اللافح في المنطقة الشمالية والوسطى والشرقية من المملكة وتشتد حدتها وأحيانا تتسم بالعنف وغالباً ما يكون هبوبها أثناء ساعات النهار فتثير الغبار والأتربة فإذا حل الظلام تهدأ ويترسب الغبار على الأشياء إلا أنها رياح لا تتسم بعنصر المفاجأة بل هي رياح رتيبة ونظراً لشدة الحرارة تزداد الرطوبة على السواحل الغربية والشرقية وتتشبع بها ومن ثم تصدرها إلى وسط المملكة فتتحول إلى غيوم كثيفة ومتقطعة إلا أنها سحب عقيمة لا تمطر وتعمل على كتم الجو فترتفع درجة الحرارة المحسوسة بالأجسام وتستمر جمرة القيض حتى دخول موسم سهيل في الثالث عشر من شوال وفي موسم المرزم يستوي كثير من النخيل لذلك قال العامة (إلى طلع المرزم فامل المحزم)ومعناه أن التمر المنصف يكثر في موسم المرزم والمحزم:هو ما يربطه الرجل على خاصرته محيطا بها .بمعنى أنه يدخل البسر مع جيبه عند صدره فيملأ به ما فوق الخاصرة وفيه يستخرج اللؤلؤ من أعماق البحر ويستمر الجزر طوال الليل ، وهي بداية هبوط درجة حرارة مياه البحر . وفيه بوادر موسم صيد الدخل وتهيج فيه الأفاعي فيكثر خروجها في ساعات الليل