رفض حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إجراء انتخابات مبكرة، في حين تحدى آلاف المتظاهرين دعوته لإنهاء الاحتجاجات فوراً وواصلوا اعتصامهم بمتنزه جيزي في اسطنبول، بينما أمهلت الشرطة المعتصمين والمتظاهرين حتى اليوم لتتوقف تلك الاحتجاجات، ما دفع على ما يبدو أردوغان إلى تدشين هجوم ميداني مضاد بحشده أنصاره وناخبي حزبه ل «تلقين درس» للمتظاهرين خلال الانتخابات البلدية المقبلة في مارس 2014. وقال أردوغان، في خطاب نقلته قنوات التلفزيون التركية أمام الآلاف من أنصاره الذين جاؤوا لتحيته في مطار اضنة امس التي بدأ منها جولة لتأكيد الشعبية: «لم يعد أمامنا سوى سبعة شهور حتى الانتخابات المحلية. أريدكم أن تلقنوا هؤلاء درساً بالسبل الديمقراطية في صناديق الاقتراع». وقال إن المتظاهرين «جبناء إلى حد شتم رئيس وزراء هذا البلد»، مكرراً استخدام مصطلحي «مخربين» و«فوضويين» في توصيف المتظاهرين، مؤكداً أن نظامه يمثل جميع الأتراك من دون تمييز. وقال: «نحن حزب ال76 مليون تركي». رفض الانتخابات المبكرة جاء ذلك في وقت رفض فيه حزب العدالة والتنمية إجراء انتخابات مبكرة. وقال نائب رئيس الحزب حسين جيليك إن الانتخابات المحلية والرئاسية ستجرى في مواعيدها المقررة العام المقبل، وإن الانتخابات العامة ستجرى في 2015. واضاف جيليك للصحافيين بعد اجتماع للجنة التنفيذية للحزب في اسطنبول: «الحكومة تعمل بانتظام. لا شيء يستوجب إجراء انتخابات مبكرة». ومضى يقول: «العالم يواجه أزمة اقتصادية والأمور تسير بشكل جيد في تركيا. الانتخابات لا تجرى لمجرد أن هناك متظاهرين في الشوارع». مهلة الشرطة وفيما أمهلت الشرطة التركية المعتصمين والمتظاهرين حتى اليوم الاثنين لتتوقف تلك الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها في منتزه جيزي وسط اسطنبول.. واصل آلاف الأتراك تحدي الدعوة التي وجهها أردوغان يوم الجمعة الماضي لوقف المظاهرات فورا، وتجمعوا مرة أخرى في ميدان تقسيم، حيث اشتبكت قوات الأمن المدعومة بطائرات هليكوبتر وعربات مدرعة مع المحتجين قبل أسبوع. وفي أنقرة، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على المحتجين في حي كيزلاي في محاولة لتفريق المحتجين الذين قطعوا الطرق وأشعلوا النار في الشوارع. دعم رياضي وفي مظهر نادر للوحدة، نظّم مشجعو أندية كرة القدم الرئيسية الثلاثة في اسطنبول: بشيكطاش وغلطة سراي وفناربخشة مسيرة في ميدان تقسيم وهم يرددون هتافات تطالب أردوغان بالاستقالة وتدعو إلى «التكاتف في مواجهة الفاشية». حفل ولقاء احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة تقسيم في اسطنبول لحضور حفل موسيقي ولقاء سياسي. وعلى منصة وضعت صباحاً وسط الساحة، توالت الخطب التي تندد بسياسة الحكومة والعنف الذي مارسته الشرطة، تخللها مقطوعات موسيقية وهتافات مثل: «طيب ارحل» و«حكومة.. استقالة» تطلقها الحشود. تأييد تظاهر مئات الأشخاص وهم يرفعون الأعلام التركية ويقرعون على الطناجر أول من أمس في ساحة زوكوتي سكوير بنيويورك تضامناً مع المتظاهرين في تركيا. ورفع المتظاهرون يافطات كتب عليها «أردوغان أصغ لشعبك»، كما طالبت يافطات أخرى باستقالة رئيس الوزراء التركي. وانضمت مجموعة من اليونانيين إلى هذه المظاهرة، وهي الثالثة التي تنظم خلال أسبوع في نيويورك تضامناً مع المتظاهرين الأتراك.