دعا طلبة سعوديون يدرسون في جامعات عربية، وزير التعليم العالي، إلى التدخل لحل مشكلتهم السنوية، المتمثلة في تأخر الحصول على وثائق التخرج من جامعاتهم، إضافة إلى تأخر تصديقها من جانب الوزارة، ما يؤخر حصولهم على وظائف. وعلى رغم مرور نحو شهر على تخرج طلاب وطالبات سعوديين في جامعات أردنية)، وجامعات عربية أخرى، إلا أنهم لم يحصلوا بعد على وثائقهم، فيما يعيش زملاء وزميلات لهم معاناة في تصديق الوثائق التي حصلوا عليها من الملحقية الثقافية في عمان. وأكد عدد منهم أن المشكلة «تتجدد سنوياً»، وعلى رغم مخاطبة الوزارة لحل المشكلة، إلا أن مشكلتهم لا زالت تراوح مكانها من دون حل، فيما اتخذت الوزارة قرارا ً أخيراً، بمنع إيفاد الطلبة إلى الأردن، بسبب ارتفاع أعدادهم هناك، مقارنة مع دول أخرى، بدأت في التواصل مع جامعاتها، لتسريع إنهاء إجراءات الخريجين. واضطرت الطالبة فاطمة العلي (خريجة تمريض)، إلى التنقل والسفر مرات عدة لحل هذه المشكلة، وفي المرة الأخيرة، غادرت إلى الأردن، لتحصل على أرواقها وشهاداتها التعليمية، إلا انها واجهت مشكلة «التأخر في رفع الأوراق إلى الرياض، والحصول عليها من هناك، لاعتمادها». وتقول: «أعلم أن الأوراق تُسلم من الجامعة التي درسنا فيها، بعد أن يتم تصديقها واعتمادها، وأنا أدرس في جامعة أهلية، ولست مُبتعثة أو دارسة بنظام التعليم الموازي، ومع ذلك وجدت صعوبات قد تعرقل حصولي على وظيفة، خصوصاً أن التمريض مطلوب، والحصول على وظيفة فيه سهل». ويشير عيسى الخلف (جامعة مؤتة)، إلى أن تأخر الوثائق «عائق سنوي يواجه المبتعثين كافة»، مضيفاً أن «أعداد الطلبة السعوديين في الأردن أصبحت كبيرة جداً، والوزارة بدأت تتخذ إجراءات لتسهيل استخراج الوثائق والشهادات، بالتنسيق مع الجامعات التي يدرس فيها الطلبة، للحيلولة دون سفر الطالب مرات عدة، وكذلك معوقات معادلة الشهادات والساعات». ولم يكن حال الجامعات العربية الأخرى، كالسورية واللبنانية واليمينية، أفضل من الأردنية، إلا انها كانت «أقل وطأة لناحية المدة». وتقول الطالبة نورة الغامدي التي تدس في جامعة دمشق: «الصعوبات ربما تكون للطلبة الذين أنهوا دراستهم قبل المدة المحددة (أربعة أعوام)، لذا تصبح مشكلة الطلبة فارق الوقت الذي يطمحون إليه عبر إنهاء دراستهم والعودة إلى بلادهم، فيبقى الطالب ينتظر تسلم الشهادات والوثائق، وتتفاقم المشكلة عندما ننهي دراستنا في المدة المحددة، فقد نواجه التأخر أيضاً، الذي يضطرنا إلى السفر مرات عدة، وتكبد خسائر مالية»، متمنية «إيجاد نوع من التنسيق واعتماد إجراءات جديدة وآلية تُسهل على الطلبة تسلم أوراقهم بسرعة من قسم الابتعاث في الوزارة». مُلحقية الأردن: نتواصل مع الجامعات لحل «التأخير» أوضح المحلق الثقافي السعودي في الأردن الدكتور علي الزهراني، في اتصال مع «الحياة»، ان «الملحقية تقوم بالتأكد من الشهادات كافة الصادرة من الجامعات أو الجهات الأكاديمية، وتوجه خطابات إلى الجامعات نفسها في حال التأخير»، مضيفاً ان «الطلبة المبتعثين لا يواجهون هذه المشكلة، وفي حال حدث تأخير في الوثائق يخاطبوننا، فنستكمل إجراءات الطالب، هذا ما يخص المبتعثين التابعين للوزارة. أما من يدرسون على حسابهم الخاص، فقد يواجهون تأخيراً لا علاقة لنا به، وفي حال حصل التأخير، لا يتجاوز يوماً أو يومين، لمصادقة الشهادات والوثائق وإرسالها إلى الرياض، لتسلمها واعتمادها». وأبان أكاديميون أن مسألة تأخر الوثائق وشهادات المبتعثين، تعود إلى أسباب عدة، أهمها «عدم متابعة الطالب، ومعرفته بالإجراءات كافة، التي يتم اتخاذها، ومتابعة الملحقيات المسؤولة عن ذلك» بحسب الأكاديمي موسى العيدي، الذي أكد على أن «عدداً من الطلبة يتوجهون إلى الدراسة في الخارج من دون معرفة الإجراءات الرسمية المتبعة منذ لحظة التسجيل وحتى التخرج، وهذا الأمر يحتاج إلى توعية من جانب إدارة الابتعاث الخارجي في الوزارة، التي تعمل على تسريع ذلك في حال ارتفعت شكوى الطلبة، لأن ذلك يؤدي إلى تعطيل توظيفهم، وإرسال أوراقهم إلى دول أخرى يطمحون العمل فيها».