تأهل منتخب غانا إلى الدور نصف النهائي من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم إثر فوزه السبت في بور إيليزابيث على الرأس الأخضر بهدفين لصفر، سجلهما واكاسو في الدقيقتين 51 و93. وانطلقت المباراة بحذر شديد من المنتخبين، ومكث كلاهما في الدفاع متقدما إلى الهجوم بإيقاع بطيء وممل. وبدا واضحا أنهما فضلا التأني من أجل تفادي تلقي هدفا منذ البداية. ودخلت الرأس الأخضر المباراة بدون أحد نجومها وهو بلاتيني لاعب سانتا كلارا البرتغالي، فيما غانا بدأت المواجهة بكل عناصرها الأساسيين، بمن فيهم أساموا جيان لاعب العين الإماراتي. الكثيرون يتساءلون: هل ستتحرك الماكينة الغانية؟ وكانت غانا تأهلت إلى ربع النهائي بعد تعادلها أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية 1-1 ثم فوزها على مالي 1-0 والنيجر 3-0 في منافسات المجموعة الثانية. أما الرأس الأخضر، فقد فرض التعادل على جنوب أفريقيا في مباراة الافتتاح بجوهانسبورغ في 19 يناير/كانون الثاني قبل أن يتعادل ثانية مع المغرب 1-1 ليفوز على أنغولا 2-1 في منافسات المجموعة الأولى. وفي الدقائق الأولى وقف الرأس الأخضر الند للند أمام منافسه، الحائز على كأس الأمم الأفريقية أربع مرات في أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، والذي بلغ النهائي في 2010 بأنغولا. وضيع هيلدون فرصة سانحة في الدقيقة 13 عندما وقف وجها لوجه مع الحارس الغاني فاتو داودا ليسدد خارج المرمى. وكان ذلك الإنذار الأول في المباراة، فيما بدأت غانا حذرة لدرجة مبالغ فيها، خاصة أن المتتبعين وعشاق الكرة كانوا يتوقعون سيطرتها على اللقاء أمام منافس متواضع يشارك في العرس الأفريقي لأول مرة في تاريخه. وهدد مهاجمو الرأس الأخضر مرمى داودا في الدقيقة 18 وخرج الأخير بسرعة لإبعاد الخطر، ليتساءل كثيرون هل ستتحرك الماكينة الغانية أم أنها ستبقى عاطلة؟ فمرت الدقائق وصمت أساموا جيان وزملاؤه وفشلوا في زرع الهلع في دفاع منافسهم المنضبط لينتهي الشوط الأول بنتيجة التعادل السلبي صفر لمثله. وكان شوطا خاليا من اللعب الجميل وقلت فيه الفرص وغاب عنه الأداء الهجومي، وكأن غانا والرأس الأخضر كانا ينتظران نهاية المباراة للتوجه نحو ركلات الترجيح. الرأس الأخضر يسيطر وغانا تسجل وتأكدت ثقة الرأس الأخضر في قدراته مع انطلاق الشوط الثاني بحيث أنه راح مباشرة يهدد مرمى داودا عن طريق بابانكو (د. 46)، فيما ظلت التساؤلات قائمة بشأن منتخب غانا. وظل أساموا جيان وحيدا معزولا في خط الهجوم، فتفطن مدربه كويسي أبياه ليقحم واكاسو لاعب إسبانيول الأسباني في مكان يادوما (د. 48). ولم تمر سوى ثلاث دقائق حتى حصلت غانا على ضربة جزاء بعد عرقلة جيان داخل منطقة العمليات ليحولها واكاسو إلى هدف. وبالرغم من افتقاده خدمات صانع ألعابه راين منديس بسبب الإصابة ودخول بلاتيني في مكانه بلاتيني، رد الرأس الأخضر بهجمات كثيرة وسريعة في غضون خمسة دقائق لم يحسن مهاجموه استغلالها. واستمر المنتخب الغاني في حمل عبء المباراة وتراجع إلى الخلف وترك المبادرة لمنافسه، مفضلا اعتماد الكرات المرتدة، أملا في تسجيل هدف ثان على إثر واحدة منها. ورمى الرأس الأخضر بكل ثقله في الهجوم وخلق فرصا عديدة للتسجيل، أبرزها تسديدة البديل دجيانيني التي تصدى لها داودا ببراعة (د. 80) ثم ضربة هيلدون في الوقت بدل الضائع، وباءت كلها بالفشل بسبب تسرع مهاجميه وتألق الحارس الغاني. بالمقابل، لم تقدم غانا أداء مميزا، بل لعبت بطريقة مملة بعيدة عن المردود الجميل المعروف عنها وعبقرية لاعبيها السابقين وهي ملقبة ب "برازيل أفريقيا"! ولكنها حققت الأهم وهو التأهل إلى نصف النهائي خاصة أنها استطاعت أن تضيف هدفا ثانيا في الوقت بدل الضائع عن طريق واكاسو.