"حتى منزلي لم يسلم من الانقطاعات"، بهذه العبارة حاول رئيس الشركة السعودية للكهرباء المهندس علي البراك امتصاص غضب المواطنين من الانقطاعات التي طالتهم خلال موسم الصيف الماضي. وقال في اتصال مع "الوطن" أمس، إن منزله تعرض للانقطاع أكثر من مرة خلال الفترة الماضية. ويواجه البراك نوعاً من "عدم الرضا" على مستوى الخدمات التي تقدمها الشركة الوحيدة في المملكة التي تتولى مسؤولية توفير الطاقة الكهربائية في البلاد. ودائماً ما تجد الشركة وعلى رأسها الرجل الأول، نفسها في حرجٍ مما تصفه ب"عدم تفهّم البعض من المواطنين لمسؤولية ترشيد الكهرباء" أو ما تُعرّفه ب"زيادة الأحمال" التي تعود في نهاية الأمر بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق معينة، وتطالب في ذات الوقت – أي الشركة – بضرورة الاستغناء عن إهدار الكهرباء، خصوصاً في أوقات الذروة خلال موسم الصيف، الذي تلامس فيه درجات الحرارة في بعض المناطق حاجز ال50 درجةً مئوية، وهو الأمر الذي يرفع سقف الطلب على الكهرباء ويُدخل الشركة في مواجهةٍ مع زيادة الأحمال التي تسبب انقطاعاً في التيار الكهربائي. وتزداد في الغالب حال عدم الرضا في الشارع المحلي عن أداء الشركة خلال موسم الصيف، وهو التوقيت الذي تواجه فيه الشركة مُعضلاتٍ عدة، أبرزها زيادة الطلب على الطاقة، أو كما يُعرف في لغة خبراء الطاقة، "زيادة في الأحمال" يتسبب فيها ارتفاع الطلب على الكهرباء، إضافة إلى زيادة الأعطال في بعض المولدات الكهربائية في المدن والمحافظات. وفي جانبٍ مُغاير، أفصح البراك في حديثه إلى "الوطن"، عن قرب فسح جهات الاختصاص ذات العلاقة عن نظامٍ جديد، يُمكّن من الحصول على الطاقة الكهربائية بموجب بطاقاتٍ ذات نظامٍ مُسبق الدفع، ويجري العمل حالياً من قبل شركةٍ أجنبية على تصميم "عدادات" تقبل التعامل مع شرائح تسعيرة الكهرباء في المملكة، والتي تزيد عن 10 شرائح تعرفه مالية، تعتبر أقياماً للطاقة التي توفرها الدولة عبر الشركة السعودية للكهرباء. وأسهب البراك في الحديث بهذا الصدد وقال "تعاقدنا مع شركة أجنبية ذات خبرة في المجال، لتوفير الطاقة الكهربائية بنظامٍ مُسبق الدفع، لكنها واجهت إشكالاً في توفير العدادات التي من المفترض أن تقبل العمل بجميع تصنيفات تعرفة الكهرباء في البلاد، وتجاوزت الشركة هذه المشكلة بتوفير عداداتٍ تعمل ب4 شرائح من شرائح التعرفة المقرة من هيئة تنظيم الكهرباء على اعتبار أن الهيئة هي الجهة التي تندرج الشركة في إطارها القانوني، والمأمول أن يتم توفيره هو عدادات تعمل بكافة أقيام الطاقة". وأكد أن مشاريع عدة مُقبلة ستدخل حيز التنفيذ قريباً من شأنها أن تحد من إشكالات انقطاعات التيار الكهربائي، من خلال تعزيز القدرات - قدرات التوليد والإنتاج والنقل – لتصل في نهاية المطاف إلى انخفاض مستوى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عن المدن والمحافظات. وأضاف البراك "نأمل من خلال دخول تلك المشاريع للخدمة أن تكون عوناً لنا في مواجهة زيادة الطلب والأحمال على الكهرباء، بما يكفل ويُحقق انخفاض مستويات توقف الكهرباء المتكرر خصوصاً في موسم الصيف، الذي يُعتبر موسم ذروةٍ بالنسبة لشركة الكهرباء السعودية.