أجرت صحيفة " عاجل" لقاءً شاملاً مع سميح المعايطة معالي وزير الاتصال و الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية ، و كان اللقاء في مقر الحكومة الأردنية في مبنى رئاسة الوزراء في عمان . المعايطة أشار في اللقاء إلى العلاقة المتميزة بين الأردن و دول الخليج العربي ، معتبرا أن لاخلافات حول دخول الأردن لمنظومة دول الخليج وأن كافة وجهات النظر يتم احترامها وشدد على أن قتلة المواطن السعودي الشراري قي قبضة العدالة وسيتم عقابهم وفق الأحكام الأردنية و أشاد بالدعم الخليجي للأردن على كافة الأصعدة ، و تحدث عن الملف السوري و بالأخص ما يتعلق باللاجئين السوريين في الأردن و انعكاسات تواجدهم بأعداد هائلة على الوضع الاقتصادي في بلاده ، و انتقل المعايطة لتوضيح ما يجري على الساحة الأردنية من جدل حول التعديلات الأخيرة على قانون المطبوعات و النشر ، و أوضح وزير الإعلام الأردني ما جرى في بلاده من إصلاحات و و ما تم إنجازه من قوانين متقدمة في أكثر من مجال . المعايطه شدد على أن الحوادث الجنائية التي تحدث للسعوديين تمثل قلقا للحكومة الأردنية لاسيما وأن العلاقة بين السعودية والأردن قوية جدا . نص الحوار : -- معالي الوزير في البداية وباسم منسوبي صحيفة (عاجل) نقدم لك الشكر على قبول اللقاء .. أهلا وسهلا بكم وأنا سعيد بهذا اللقاء وأتمنى لصحيفتكم كل التوفيق والنجاح . --- يتعرض المواطن السعودي لإعتداءات و لعمليات سطو كثيرة في عمان إلى أين وصلت الحكومة في معالجة هذا الوضع ؟ المواطن السعودي في الأردن نعتبره مواطن أردني بالدرجة الأولى ، و العلاقة الأردنية السعودية تجاوزت كل أشكال البروتوكولات و هي علاقة قوية جداً ، و دائماً يشير جلالة الملك إلى الدور السعودي المتميز و القيادي ، و ندرك ما تمتلكه القيادة السعودية من حكمة بالتعامل مع قضايا الأمة بكل صدق و بكل إخلاص، و نحن نقدر دائماً الموقف السعودي الداعم للأردن دائماً ، ما يحدث أحياناً في مدينة و في أي بلد من عمليات تجاوز للقانون هي تحدث بحق الجميع ، بمعنى أنه ليس هناك استهداف لأحد لأنه سعودي أو أردني أو .. ، و المتابع لأخبار الأردن يلاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك حملات أمنية في المدن على أصحاب السوابق و على المطلوبين الخطيرين الذي تجاوزوا على القانون و قاموا بالإعتداء على الأردنيين و غير الأردنيين ، فنظرتنا لهذه الأمور نظرة شاملة تخص الأردني و تخص السعودي و تخص أي ضيف آخر من أي بلد آخر ، و نحن نكون آسفون جداً عندما يتعرض أي مواطن سعودي لأي شيء ، و بالتالي نتعامل معه و مع قضيته بكل اهتمام و بجهد رجال الأمن نقوم بالتقصي و بالقبض على المعتدين ، و الأردن معني بأمن السعوديين في الأردن ، و ما يحدث ليس مرتبط بالأشقاء السعوديين بقدر ما هو مرتبط بحالة أمنية و تجاوز على القانون ، و الدولة تتعامل مع هذا الملف بحزم شديد و لكن مع خصوصية لما يتعرض له أي مواطن سعودي أكيد الاهتمام سيكون أكثر و بسرعة أكبر ، لأننا مهتمين بضيوفنا و بأشقائنا السعوديين أن يكونوا في الأردن بأمان و مرتاحين ، و كل هذا توليه الأجهزة الأمنية كل اهتمام و رعاية بخصوص الأشقاء السعوديين و بخصوص أخوتنا من الجنسيات العربية الأخرى . --- العلاقة الأردنية السعودية سياسياً و اقتصادياً إلى أين وصلت ؟ - سياسياً و اقتصادياً العلاقة الأردنية السعودية علاقة فوق العادة ، فنحن اليوم في حالة تقارب بين المواقف السعودية الأردنية ، وهيكما أعتقد حالة تقارب غير مسبوقة في العلاقات الأردنية السعودية ، و المكانة التي يتمتع بها جلالة خادم الحرمين الشريفين في الأردن ليست فقط مكانة رسمية و لكنها أيضاً مكانة شعبية و له تقدير و احترام لدى الأردنيين و ينظر له كقائد عربي عروبي له مواقف إيجابية و له مواقف خاصة و إيجابية تجاه الأردن ، و نحن في الأردن حتى كمواطنين ندرك كم هي مكانة الأردن لدى القيادة السعودية و نتذكر الرسالة التي بعثها خادم الحرمين الشريفين قبل اكثر من عام إلى جلالة الملك عبدالله الثاني و كانت الرسالة ليست محل ترحيب فقط بل فيها كل محبة للأردن و كل اهتمام بقضايا الأردن ، و نحن نتحدث عن علاقة غير عادية ، و بكل الملفات هناك تنسيق عالي و تواصل مستمر و الرؤيا واضحة بكل القضايا ، و هناك تشاور دائم و الكثير منه معلن ، و اعتقد انها من اكثر العلاقات العربية العربية استقراراً و قوة ، حتى في الموضوع الاقتصادي نحن نقدر للسعودية وقفتها دائماً مع الأردن فهي وقفة عربية صادقة ، و ندرك حجم التبادل التجاري بين الأردن و السعودية فهو حجم كبير ، و السوق الأردني أحد الأسواق المهمة للبضائع السعودية التي لها اليوم رواج في الأردن ، و الأخوة السعوديين يأتون للأردن للسياحة و العلاج و الأردنيين يأمون السعودية لأداء العبادات ، و العمالة الأردنية في السعودية منذ عشرات السنين موجودة هناك ، كل انواع التعاون بين الدولتين موجود ، حتى التعاون الأمني بموضوع ضبط الحدود و موضوع تهريب المخدرات و موضوع الإرهاب هناك تعاون عالي جداً في جميع المجالات ، و نحن نقدر أن هذه العلاقة من أكثر النماذج العربية التي تستحق أن يقتدي بها في منظومة العلاقة العربية العربية . إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل هل هناك زيارة لخادم الحرمين الشريفين إلى الأردن هذه الأيام ؟ - بأي وقت يقرر خادم الحرمين الشريفين أن يزور بلده الأردن بالتأكيد لن يجد فقط أرض الأردن مفتوحة له بل و قلوب الأردنيين مفتوحة له و ترحب به ، و نحن بقيادة جلالة الملك نتعامل مع خادم الحرمين الشريفين باعتباره واحد من رموز القيادات العربية القوية الصادقة ، و الأردن بلده و إذا شرفنا بزيارة بأي وقت يجده مناسب سيجد كل الود وكل الاحترام و كل التقدير من القيادة الأردنية و من الحكومة الأردنية و قبل ذلك من الشعب الأردني الذي يكن لخادم الحرمين الشريفين كل التقدير و الاحترام . إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل --- في الفترة الأخيرة اطلع الأمير سلمان على الوضع الاقتصادي في الأردن فما هو الدعم الذي تم تقديمه من السعودية اقتصادياً ؟ - القيادة السعودية دائماً قريبة من صورة الأوضاع الاقتصادية في الأردن ، و دائما هناك مواقف ايجابية من القيادة السعودية ، و نحن بالتأكيد كل ما يأتينا من الأشقاء السعوديين له تقدير كبير ، و الأمير سلمان بن عبد العزيز موقفه غاية في الإيجابية و هذا متوقع و مش غريب علينا فدائماً القيادة السعودية هكذا مع الأردن و على رأسها خادم الحرمين الشريفين . -- ما موقف الأردن من ما يحدث في سوريا و من نظام بشار الأسد بالتحديد ؟ - موقفنا هو جزء من الموقف العربي و الاجماع العربي و الموقف الدولي ، و هذا الموقف قائم على رفض التدخل الخارجي و ضرورة إيجاد حل سياسي لأزمة سوريا و إنهاء العنف الموجود و حقن الدم السوري و الحفاظ على وحدة الأراضي السورية من أي تقسيم و الحفاظ على وحدة الدولة السورية ، و من جانب آخر نحن نقدم كل عون إنساني للأشقاء السوريين ، فالأردن من أكثر دول جوار سوريا التي تتحمل عبء اللاجئين رغم أن هناك دول تحفظت على دخولهم ، أما الأردن ففتح أبوابه لهم فخلال أربعة و عشرين ساعة دخل 5000 ألاف لاجئ سوري في ليلة واحدة و اليوم لدينا أكثر من180 ألف لاجئ سوري على الأرض الأردنية و هذا لأمر أكبر من قدرات الأردن ، و نوجه رسالة للعالم أن الأردن وصل إلى الحد الأقصى من قدرته على الاحتمال ، الأردن بلد موارده محدودة يعاني من مشكلات اقتصادية ، و القضية ليست مخيم لإيواء لاجئين فقط ، القضية أن العدد الهائل للاجئين السوريين في الأردن يشكل ضغط على الطاقة و الكهرباء ، فالحكومة تدعم 100% كل كيلووات للمواطن الأردني ، و هذا الدعم اليوم يذهب للمواطن السوري و هذا كلفة ، لأن عجز الموازنة ناتج عن فاتورة الطاقة ، البنزين في الأردن و الغاز و الكاز و كل هذه المشتقات النفطية مدعومة من الحكومة فالدعم يزداد و العجز في الموازنة يزداد و يذهب جزء منه للأشقاء السوريين ، و لدينا أيضاً أزمة خانقة في المياه و عندما تأتي كتلة سكانية حوالي 180ألف إلى اللأردن بالتأكيد يزداد العجز المائي و هو عجز لا يمكن تعويضه أو شراؤه ، و عندما نتحدث عن التعليم فالعام الدراسي القادم بعد عدة أيام المقدر ان يدخل المدارس الأردنية أكثر من 17ألف مواطن سوري و هؤلاء كلفتهم ما بين المخيم و خارج المخيم – مخيم الزعتري – أكثر من سبعين مليون دينار سنوياً ، لأن التعليم لدينا في المدارس الحكومية مجاني ، و لدينا عجز في المدارس أصلاً ، و هذا الملف يزداد كل يوم فعدد اللاجئين يزداد كل يوم ، و نقول أن العالم يقدم شيء و لكن الذي يتم تقديمه لا يكفي ، و الأردن وصل إلى الحد الأقصى من قدرته على الاستيعاب . -- بالنسبة للتعديلات الأخيرة على قانون المطبوعات و النشر هل صحيح ما يذكره ناشرو المواقع الالكترونية و نقابة الصحفيين أنه لم يتم التشاور معهم بخصوص تلك التعديلات ؟ - القانون بدء بدراسته في الحكومة الماضية ، و كان هناك لجنة مشكلة برئاسة معالي وزير الاعلام السابق و عضوية نقيب الصحفيين ، و نحن أكملنا مشوار ما كان ، نحن أخذنا مسودة القانون الذي وجدناه في ديوان التشريع و كان مرسل للمجلس القضائي لإبداء الملاحظات عليه ، و هو القانون الذي أعدته الحكومة السابقة ، فنحن لم نضع القانون و لكننا نتحمل مسؤولية هذا القانون و نتبناه كسياق تاريخي و لا نتهرب من المسؤولية عنه ، حتى لو سلمنا بهذا المنطق و هو انه لم يكن هناك تشاور فالمجال مفتوح في مجلس النواب فهو الذي يشرع ، و هناك تشريعات أكبر و أعقد من قانون المطبوعات و النشر ذهبت إلى مجالس النواب و تم مناقشتها في اللجان ، و أقصد أن اللجان النيابية هي عادةً المطبخ الذي يتم فيه دراسة القوانين و التشاور مع كل الجهات المعنية بالقانون ، و أنا أدعو الناس أن يتوقفوا عند نصوص التعديلات و أن يتم دراستها جيداً و الحكم هل مقيدة للحريات أم غير مقيدة ، و أشير ألى أن ديوان تفسير القوانين في نيسان الماضي أي في عهد الحكومة السابقة أصدر فتواه بأن ساوى بين المطبوعة الصحفية و المواقع الإخبارية الالكترونية و جعله بنفس الدرجة ، و بذلك أصبح تلقائياً شرط التسجيل و الترخيص ملزم حتى لوسحبنا اليوم القانون فالمواقع الالكترونية ملزمة بالتسجيل و الترخيص ، و حكماً عندما يتم مساواتها بالمطبوعات الصحفية كل ما ينطبق من شروط على المطبوعة الصحفية ينطبق على المواقع الالكترونية ، فلو سحبنا القانون اليوم فغداً تستطيع دائرة المطبوعات و النشر إلزام جميع المواقع بالتسجيل و الترخيص و بالشروط التي تنطبق على المطبوعات الصحفية فما ينطبق على هذه ينطبق على تلك ، و هذه القوانين نافذة و ملزمة . -- هل الوقت مناسب لطرح هذا القانون و فتح جبهة مع الإعلام الالكتروني و نحن في الأردن نمر بظروف خاصة نتيجة ما يحدث في سوريا و نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة و في ظل الحراكات الشعبية المطالبة بالاصلاح ؟ - هذ ليست جبهة ، و لوكنا سنتحدث هكذا لما أرسلنا قانون الانتخاب للمجلس و كان ما عملنا إصلاح ، فلا نستطيع أن نؤجل جميع قضايانا بحجة الظروف الداخلية و المحيطة ، في الأردن كثير من المواقع المحترمة تطالب بالتنظيم ، و مواقع محترمة أيضاً كتبت لصالح القانون ، و جمعية الصحافة الألكترونية في مجلس النواب الأربعاء طالبوا بتنظيم عمل المواقع الالكترونية ، و علينا أن نتعامل مع مسودة القانون كاجتهاد ، الحكومة اجتهدت مشروع القانون و هو ليس نهاية العالم و تم إرساله إلى مجلس الأمة ليسير في القنوات الدستورية لإقراره ، و يستطيع مجلس الأمة بشقيه أن يعدل و يضيف و يشطب ما يراه مناسب من مواد القانون . --- ما رأيك بأسلوب " العتمة الالكترونية " كتعبير عن رفض القانون ؟ - حق التعبير مكفول للجميع و نتقبل و نقدر سلوك أي شخص أو موقع يعبر عن رأيه بشكل حضاري . إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل -- هل هناك جديد بما يتعلق بدخول الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي ؟ - الجديد هو عند أشقائنا في دول الخليج ، فنحن علاقتنا بدول الخليج قوية جداً سواء كان هناك انضمام أو لم يكن العلاقة قوية و تاريخية ، و أي مجال لزيادة هذه العلاقة سنكون في الأردن إيجابيين جداً ، و التعاون بين الأردن و دول الخليج في مستويات متقدمة و لا شك أن الانضمام سيزيد هذه المستويات أكثر و لكن عدم الانضمام بالتأكيد لن يؤثر سلباً على علاقتنا مع دول الخليج العربي . -- هل سبب تعطيل انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي هو دولة الكويت ؟ - علاقتنا مع الكويت علاقة قوية جداً و جلالة الملك زار في رمضان الكويت ، و نحن نقدر كل جهد إيجابي من دول الخليج تجاه الأردن ، و إذا كان الحوار الداخلي في مجلس التعاون رأوا أن تكون العلاقة انضمام أو غير انضمام فهذا أمر نحترمه و نقدره و لم يؤثر و لن يؤثر على علاقتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي ، و هناك منحة خليجية للأردن على شكل مشاريع تنموية بخمسة مليارات على مدار خمس سنوات و، بمعنى أنه أيٍ كان شكل التعاون بين الأردن و دول الخليج بالتأكيد سيزيد العلاقة قوة ، و نرحب بالانضمام و لكن إذا قدر مجلس التعاون أن يكون شكل العلاقة مع الأردن بشكل آخر فنحن نحترم رأيهم و نقدره ، و تبقى العلاقة الأردنية الخليجية من أفضل و أقوى العلاقات العربية العربية . -- بالنسبة لقضية مقتل الشراري ماهو مصير العصابة التي تم القبض عليهم؟؟ الان هم في قبضه الحكومه وسوف تتخذ الاجراء المناسب بحقهم. -- قبل الختام أود أن أشكر لمعاليكم حسن الضيافة والترحيب وأقدر الوقت الذي منحتموه لصحيفة (عاجل) كأول صحيفة إلكترونية سعودية تحاورونها - أنا سعيد بوجودكم والأردن تفتح أبوابها لكم دائما وللجميع .