قد ينزعج المسؤولين في مستشفى محافظة عيون الجواء إن قلنا أنهم في واد والواقع وحال المرضى والمراجعين لطوارئ مستشفى محافظة عيون الجواء في واد أخر.بعد أن ساءت حالة من الاستياء والتذمر الشديد بين المرضى والمراجعين بسبب غياب موظفي استقبال الحالات المرضية وخلو مكتب الاستقبال تماماً من أي موظف الأمر الذي أدى لحالة من الفوضى داخل ممرات القسم بانتظار تسجيل أسماء المراجعين والمراجعات للكشف عليهم وقد واجه المدير المناوب حرجاً شديداً بسبب توقف العمل في القسم وعجز عن القيام بالمهمة لوحده في ظل تزايد عدد المراجعين للطوارئ وساهم توقف النظام الالكتروني في تفاقم الأزمة مما حدا بالعاملين بعد مشاورات عن من يتحمل المسؤولية القيام بتسجيل أسماء المرضى يدوياً مما تسبب في تأخر الكشف على المرضى بعضهم أضطر للمغادرة دون كشف أو علاج. المدير المناوب واجه الوضع المتردي لوحده وسعى أن يُغطي ولو شيئاً يسيراً ساعده في بعض الفترات فني الصيدلة والذي تقتضي مهمته في صرف العلاج إلا أن غياب المتخصصين في استقبال الحالات في قسم الطوارئ كشف القصور الواضح في تقديم الخدمات الصحية للمرضى.الواقع المؤلم أجبر المسؤول المناوب استدعاء رئيس قسم السجلات بالمستشفى والذي يقيم خارج المحافظة لمساعدته في تغطية النقص والذي حضر على وجه السرعة بالإضافة إلى موافقة الاداري بقسم السجلات بالطوارئ بدر بن سليم الحربي على استلام شفت كامل بعد أن قطع اجازته الرسمية التي تمتد شهرين حتى 14/10/1433ه ليضرب بذلك أروع الأمثلة في أمانة الضمير والإخلاص في أداء الواجب وكل ذلك حرصاً منه على المساهمة في مساعدة زملاءه الذين واجهوا الكثير من الحرج.عاجل علمت أن السبب يأتي بالدرجة الأولى في معاناة موظفي عقود شركة التشغيل والصيانة من تدني الرواتب التي لاتفي بربع احتياجاتهم ومتطلباتهم الحياتية في ظل ارتفاع وغلا المعيشة الأمر الذي أدى لهروب عدد منهم وتركهم للوظيفة مما سبب حرجاً لمسؤولي المستشفى الذين لم يتعاملوا مع قضيتهم بشكل ايجابي ولم يتوقف الأمر على غياب موظفي الاستقبال فالمستشفى يعاني منذ فترة ليست بالقصيرة من شبه انعدام للحراسة الأمنية وتم الرفع لمدير المستشفى عن الحاجة الماسة لتكليف حراس أمن للقيام بمهام الحراسة ومتابعة أمن المستشفى وكشفت إحدى الصور ممر قسم التنويم وهو خالي تماماً من حراس الأمن في أوقات لاتُسمح فيها الزيارة وشوهد عدد من الزوار يدخلون قسم التنويم دون أن يتم منعهم. كما يعاني المستشفى من نقص في سائقي الإسعاف والمسؤولين يعلمون تماماً أن مستشفى عيون الجواء يعتبر من أكثر المستشفيات التي تقوم بتحويل الحالات المرضية وخاصة الناتجة عن الحوادث بسبب وقوعها على طريق القصيم- حائل السريع فهل يعرف المسؤولين في مديرية الشؤون الصحية بالقصيم أن مديري المناوبة يضطرون في كثير من الحالات إلى القيام بأنفسهم بقيادة سيارة الاسعاف ويُترك المستشفى بلا إدارة لحين عودة السائق(المدير المناوب) وقد أبدى عدد منهم امتعاضه من الشح في استحداث وظائف تُنهي المعاناة.ما هي ردة فعل المسؤولين إذا علموا أن موظفي الاستقبال يعملون بعدة وظائف خلال 8ساعات عمل متواصل دون كلل فتجده مُلزماً باستقبال الحالات والمراجعين ومتابعة حالات التنويم واستقبال الفاكسات وإرسالها وكذلك القيام بتسجيل الحالات العلاجية بأجر بالإضافة إلى تحميلهم عمل مأمور لثلاجة الموتى واستلام وتسليم الجثث كل هذه الأعمال يتقاضى عليها الموظف مبلغ زهيد أجبرته الظروف على القبول به. ما حدث لم يكن ليحدث لو أن المسؤولين في المستشفى أو المديرية وكذلك الجهات الأخرى التي استعانوا بها نظروا بإنصاف إلى قضيتهم التي قدموها في ملف كشكوى طرقت العديد من الأبواب يتأسون فيها على قلة الوظائف الحكومية وبنود التشغيل الحكومي وتدني رواتبهم فالغالبية منهم يتقاضى 1350ريال وهي رواتب تعتبر ضئيلة إضافة إلى أنهم محرومين من المكافآت والعلاوات والحوافز والبدلات.عاجل التقت عدد منهم حيث أكدوا أنهم سلكوا كل الطرق المشروعة للمطالبة على الأقل برفع الرواتب لأن لديهم التزامات مالية والراتب الذي يتقاضونه لايفي بجرء بسيط من تلك الالتزامات ويرون أنها لاتتناسب مطلقاً مع ساعات العمل الطويلة التي يقضونها بين أروقة المستشفى (8ساعات) بالإضافة إلى المناوبات والاستدعاء في حال تغيب زميل العمل وذكروا للصحيفة أن مندوب الشركة أثناء توقيع العقد رفض إعطاءهم صور من العقود بل أكدوا أنهم وقعوا على أوراق بيضاء ولم يعرفوا مقدار الراتب الذي سيتقاضونه وتم صرف بطاقات بنكية خاصة باسم الشركة تم توزيعها عليهم ليس لها سوى ميزة واحدة فقط هي سحب الراتب.وحملوا مسؤولية معاناتهم للمسؤولين في المستشفى ومديرية الشؤون الصحية بسبب تعاقدهم مع شركات تشغيل لاتلتزم بالعقود المبرمة حسب قولهم وطالبوا أن يتم العمل على ايجاد وظائف حكومية أو بنود التشغيل وتعيينهم عليها أسوة بزملائهم وقالوا أنهم تحملوا المشاق والإرهاق الوظيفي رغم قلة الراتب على أمل أن يتم تثبيتهم على وظائف رسمية لأنهم يرون فيها الأحقية بحكم الخبرة فهم مازالوا ينتظرون طارق النهار يأتيهم بالبشرى الوظيفية ويعيشون على الأمل الذي يرونه يلوح في الأفق.الجميع ينتظر تدخل المسؤولين في الصحة لإيجاد حلول لموظفي عقود تشغيل الشركات لإجبارها على رفع سقف الرواتب.كما أنه ليس من المعقول مستشفى صُرف عليه الملايين تجد فيه نقصاً في الكوادر أو عزوفاً عن أداء المهام لذا يجب وضع حد حتى تكتمل الخدمة وينعم المرضى والمراجعين بالخدمات العلاجية. مستشفى كامل لايوجد فيه من يستقبل المراجعين..!!!